شنت طائرات من التحالف الدولي بقيادة أميركية غارات دمرت جسور مدينة الرقة لدى انطلاق المرحلة الثانية من مرحلة تحرير المدينة معقل «داعش» الذي عاد أمس، ودخل إلى مدينة تدمر الأثرية بعد ثمانية أشهر على طرده منها على أيدي القوات النظامية بدعم روسي، بالتزامن مع تراجع التنظيم أمام فصائل سورية معارضة مدعومة من تركيا في مدينة الباب معقله شمال حلب. وواصلت القوات النظامية السورية قصفها على شرق حلب، فيما اجتمع خبراء أميركيون وروس في جنيف لبحث ترتيبات لإخراج المقاتلين المعارضين والجرحى المدنيين بعد انتهاء اجتماع وزاري لمجموعة «أصدقاء سورية» من دون نتائج ملموسة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن قصف جوي وصاروخي على الأحياء المتبقية تحت سيطرة الفصائل في حلب، بينها أحياء الفردوس والمعادي وبستان القصر. وردت الفصائل المعارضة بإطلاق قذائف صاروخية على الأحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام، ما أسفر عن مقتل تسعة مدنيين. وقال الناطق باسم الدفاع المدني في مناطق سيطرة المعارضة «الخوذ البيضاء» إبراهيم أبو الليث: «القصف غير طبيعي». وأضاف خلال تواجده في جنوب شرقي حلب: «الشوارع امتلأت بالأشخاص العالقين تحت الأنقاض. إنهم يموتون لأننا غير قادرين على انتشالهم». وكان مقرراً أن يجتمع خبراء روس وأميركيين في جنيف مساء أمس، في محاولة «لإنقاذ حلب من دمار تام». وقال المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إن العالم يشهد المراحل الأخيرة لمعركة حلب ويجب أن تكون الأولوية لإجلاء المدنيين. وجاء في نص وزعه مكتب المبعوث الدولي لمقابلة مع قناة «سكاي نيوز» العربية أن معلومات الأممالمتحدة تتحدث عن إمكانية تعرض مدنيين فروا من مناطق المعارضة باتجاه مناطق القوات الحكومية للتوقيف أو العنف. كما لفت إلى أن الخبراء الروس والأميركيين الذين اجتمعوا في جنيف سعياً إلى إنقاذ حلب، يجب أن يعملوا على ضمان «حماية الأفراد الراغبين بمغادرة الأحياء الشرقية» في المدينة. وأضاف: «هذه هي الأولوية، إجلاء المدنيين». كما طالب بإنشاء «آلية منظمة لإجلاء مقاتلي الفصائل المعارضة» لضمان التوصل إلى هدنة قبل تدمير المدينة بالكامل. واستضافت باريس أمس اجتماعاً دولياً خُصص للأزمة السورية لا سيما الوضع في مدينة حلب. وشاركت في اجتماع باريس خمس دول غربية بينها الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا وأربع دول عربية بينها السعودية وقطر، إضافة إلى تركيا والاتحاد الأوروبي. ودعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد الاجتماع المعارضة السورية - التي تمثلت في اجتماع باريس برئيس «الهيئة العليا للمفاوضات» رياض حجاب - إلى التفكير في كيف يمكنها إنقاذ حلب. وتابع كيري أنه إذا كانت روسيا والنظام السوري يبحثان عن نجاح للمحادثات فإن عليهم أن يضمنوا للمقاتلين خروجاً آمناً، وإذا كانوا فعلاً مستعدين لمعاودة المفاوضات مع المعارضة فإن عليهم أن يوافقوا على مناقشة الانتقال السياسي. وأضاف كيري: «القصف العشوائي من قبل النظام ينتهك القوانين أو في كثير من الحالات (يعتبر) جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب». إلى ذلك، أعلنت «قوات سورية الديموقراطية»، وهي تحالف فصائل عربية وكردية سورية تدعمها واشنطن أمس، بدء «المرحلة الثانية» من حملة «غضب الفرات» لطرد تنظيم «داعش» من مدينة الرقة. وقال الناطق باسم «قوات سورية» طلال سلو بدوره إن «القوات الأميركية شاركت في الجبهات الأمامية في المرحلة الأولى (...) وستشارك في شكل أكثر فاعلية إلى جانب قواتنا في المرحلة الثانية». كما أكد مستشار القيادة العامة لهذه «القوات» ناصر حاج منصور أن «القوات الأميركية ستشارك في خطوط الجبهة الأمامية في هذه المرحلة في شكل فاعل». وكان وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر أعلن أن الولاياتالمتحدة سترسل مئتي جندي إضافي إلى سورية «من أجل ضمان نجاح عزل الرقة». وسينضم هؤلاء، وفق قوله، إلى «300 عنصر من القوات الخاصة في سورية وذلك من أجل مواصلة التنظيم والتدريب والتجهيز». وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة بأن غارات التحالف الدولي «استهدفت أربعة جسور هي: جسر صوامع السلحبية واليمامة والحربي وسحل الخشب، ما أدى إلى تدميرها في شكل شبه كامل، كما تم استهداف محطة تحويل الكهرباء في سد الشهداء بالقرب من بلدة المنصورة، ما أسفر عن تدميرها في شكل كامل». وأكدت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) مقتل أحد القياديين المتطرفين التونسي «بوبكر الحكيم» الذي يعتقد انه ساهم في عمليات إرهابية بتونس. وأفاد «المرصد» بدخول «داعش» مساء أمس الى مدينة تدمر، وسيطرته على الجهة الشمالية الغربية منها، مشيراً الى «اشتباكات بين المتطرفين وقوات النظام في وسط المدينة. والكثير من المدنيين عالقون حالياً بين نيران المعارك في المدينة». واستعادت قوات النظام بدعم الطيران الروسي السيطرة على مدينة تدمر في آذار (مارس). وأفيد أيضاً بأن فصائل «درع الفرات» المدعومة من تركيا دخلت إلى مدينة الباب معقل «داعش» شمال حلب.