أكد وزير الصحة توفيق الربيعة ل«الحياة» أن زيارته المفاجئة إلى المنطقة الجنوبية كانت لمعالجة تقارير وملاحظات سبقت الزيارة ب72 ساعة، مبيناً أنه يتابع أعمال المستشفيات وتقويمها، مشيراً إلى أنه سيتم رصد جميع السلبيات ومعالجتها. وقام الوزير أول من أمس بزيارة القطاع الصحي في المنطقة الجنوبية، وقال ل«الحياة»: «خلال الزيارة أتفقد كل المتطلبات وأرصدها، وبالتالي لا أستطيع أن أتحدث عن هذه الزيارة حتى أرصد كل شيء»، مبيناً أن زيارته تأتي في إطار معلومات سابقة عن حاجات القطاع الصحي في المناطق الجنوبية. وأشار الوزير إلى أن «تلك الزيارات سريعة وموجزة، لرصد أهم الملاحظات»، إلا أن مواطنين طالبوه بتغيير نمط الزيارة، ليتبع طرقاً ومسارات غير التي كانت مرتبةً له مسبقاً، وطالبوا بتطوير الخدمات الصحية في المنطقة الجنوبية بما يحقق لهم الاستقرار الصحي، وبمتابعة جادة لأداء تلك القطاعات، كي يسهم ذلك في تخفيف العبء عن المستشفيات المركزية الرئيسة في الرياضوجدة. وعلى رغم أن الربيعة لم يُشعر أحداً بزيارته مستشفيات المنطقة الجنوبية، فإنها لقيت صدى كبيراً بسبب ما تم تداوله عنها عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وقال إنه «اتخذ قبل زيارته إجراء تمثل بإرسال مندوب الصحة لمراقبة أداء المستشفيات في المنطقة، لرصد الملاحظات ثم إرسالها إلى مكتب الوزير، قبيل زيارته ب72 ساعة، ليختصر ذلك الجهد». وعبر مواطنون للوزير عن معاناتهم في مستشفيات المنطقة الجنوبية، وشكوا ضعف أداء القطاع الصحي، وأن ثمة عوامل وأسباباً عدة أدت إلى ذلك. واتهم أحد المواطنين الذين لقوا الوزير مدير الشؤون الصحية في بيشة بأنه لا يستقبل المراجعين، ووصف بعض موظفي الصحة بعدم الصدق، الأمر الذي دفع بالوزير إلى أن يطلب معلومات دقيقة عن تلك الشكوى. من جانبه، أكد مدير الشؤون الصحية في بيشة عامر الصعيري ل«الحياة» أن أي مواطن له الحق في التعبير والبحث عن خدمةٍ مهما كان نوعها، وبيّن أن الوزير كان يطلع على كل حاجات مستشفى الملك عبدالله في بيشة والمستشفيات الأخرى. وأضاف: «اطّلع الوزير على هموم أهالي المحافظة، وزيارته كانت وفق تقرير يقدم له باستمرار من الشؤون الصحية، وهو يدرك عن قرب كل الملاحظات، وهذا ما يتطلبه منا العمل في الميدان». وأوضح أن الشكاوى كثيرة، وأن صحة بيشة تستقبل الملاحظات وتعالجها، وقال: «نبذل كل الجهد في استثمار المتاح لتقديم الخدمة وتسهيل الإجراءات، ولذلك من حق المواطن أن يشكو وأن يعبر عما في داخله، ونحن نستشعر كل التفاصيل، مهما بلغ مستوى الشكوى، سواء أكانت فعلاً واقعاً أم غير ذلك»، مشيراً إلى أن والد المواطن الذي اشتكى يجد عناية فائقة، وهو في غرفة خاصة في قسم التأهيل، «ونبذل ما يمليه علينا الواجب الإنساني والوطني». وأثناء زيارة الربيعة مستشفى عسير المركزي واطلاعه على مشروع إحلال الغرف لتطوير البنية التحتية، الذي مايزال قيد الإنشاء، قابلته مرافقة أحد المرضى في المستشفى، لتطلب منه زيارة الغرفة التي رقد فيها والدها ذو ال80عاماً، وعلى إثر ذلك وجّه الوزير بنقله إلى مركز علاج تأهيلي متخصص. وعن الواقعة نفسها، أفاد المدير العام لمستشفى عسير المركزي في أبها عايض الشهراني بأن ما أشيع من أن والد المرافقة كان يعاني وضعاً سيئاً في غرفته «غير صحيح»، وأنه مجرد إشاعة في مواقع التواصل الاجتماعي. وأضاف: «نحن نشعر بحق كل مريض في المطالبة بخدمة أفضل، وبالتالي كان طلب هذه المرأة مختلفاً تماماً». يذكر أن أهالي عسير ما فتئوا يطالبون بمراكز تأهيلية للمرضى في المنطقة تتناسب مع الحاجة إلى مركز متخصص يسهم في علاج بعض الحالات الخاصة.