سجلت وزارة التربية والتعليم السعودية إخفاقاً كبيراً في أول إطلالة لها في أولمبياد الحاسب الآلي الدولي ال22 الذي أقيم الشهر الماضي في كندا، بعدما فشل فريقها المشارك في الحصول على أي مركز بين 84 دولة حول العالم شاركت ب480 طالباًوفي حين حصل اثنان من أعضاء الفريق السعودي المكون من أربعة طلاب على درجات متدنية لم تمكنهم من رفع اسم بلادهم ولو متأخراً بالفوز بأي من ال 150 ميدالية التي وزعت بعد نهاية الأولمبياد، لم يستطع نصف الفريق الآخر من الحصول على أي درجة في الاختبارات وسجلا نتيجة «صفر» طبقاً للموقع الالكتروني للأولمبياد. وعلى رغم أن رئيس وفد وزارة التربية التعليم المشارك في أولمبياد الحاسب الآلي عبدالله با ناعمة أبدى في حديث مع «الحياة» أسفه على أن مشاركة وزارة التربية والتعليم لم تنجح في تحقيق أي مركز، إلا أنه أكد حصول الفائدة من المشاركة في هذه المنافسة الدولية التي تقام منذ 21 عاماً، لا سيما الاحتكاك ومعرفة آليات تدريب الطلاب بطريقة أفضل، لافتاً إلى أن المدة التي استعد خلالها الوفد السعودي للمشاركة في هذا المحفل الدولي غير كافية. وقال: «كان الاستعداد في 20 يوماً فقط على رغم أن الدول تستعد خلال سنوات قبل أن تشارك تقوم خلالها بتدريب طلابها، تكثف خلالها من تدريس الطلاب على علم البرمجة وبعض الدول تشارك لمدة 10 سنوات بعدها تبدأ في تحصيل الميداليات». وغلف الرضا عن مشاركة الوزارة كلمات باناعمة حين أوضح بأن إخفاق الوفد السعودي في الحصول على أي ميدالية أمر «متوقع جداً جداً»، على حد وصفه، بالنظر إلى كونها المشاركة الأولى، وإلى المدة القصيرة التي استعد فيها الوفد. وأرجع السبب وراء هذا التأخر في الاستعداد في المسابقة بسبب تأخر وصول الموافقة من الوزارة بالمشاركة، ملمحاً إلى أن تأخر الإجراءات الإدارية يعوق التحضير المبكر لمثلث هذه المشاركات. وفي حين سينظم الأولمبياد المقبل في تايلاند بعد نحو عام، يرى باناعمة أن يتم التحضير لذلك من الآن بتدريب الطلاب، «لم يصل إلى الآن من الوزارة ما يفيد ببدء الاستعداد أو إظهار رغبة في المشاركة». وأوضح رئيس الوفد السعودي المشارك في الأولمبياد أنه يعمل حالياً على كتابة تقرير عن تفاصيل المشاركة قبل رفعه للوزارة. وقال «التقرير سيحوي شرح لفكرة المسابقة وأهدافها وعدد المشاركين، إضافة إلى التوصيات الضرورية لتحسين أداء المشاركة السعودية في السنوات المقبلة». وتطرق إلى شكل المسابقة ونوعية أسئلتها، «الأسئلة من علم البرمجة ولغة السي... وهي ليست مسابقات عادية تتعلق بتصميم صفحة انترنت أو رسومات... لكنها في علم البرمجة وتحوي مسائل رياضية تحتاج إلى إعداد برنامج حاسوبي لحل هذه المسألة، فيما يتكون السؤال من أربع صفحات باللغة الإنكليزية يترجم إلى لغة الطالب». وطبقاً لباناعمة فإنه ليس من السهولة أن يتم تدريب الطالب في شهر أو شهرين ليستطيع حل تلك المسائل « بل يحتاج إلى ممارسة طويلة في لغة السي، والأخيرة لا يدرسها طلابنا أصلاً في مناهج الدراسة كما تفعل كثير من الدول كما في مصر». وأضاف: « منهج الصف الثالث الثانوي يحوي لغة الفيجوال بايسك ولكن بصورة بسيطة جداً، علماً أن لغة الفيجوال بايسك تدرس في بعض الدول في المرحلة المتوسطة وبشكل قوي أيضاً، وهي لغة تعتمد على المنطق، كما أن بعض الدول تدرس لغة الاسكراتش (الشخبطة) وهي بداية علم المنطق في المرحلة الابتدائية»، لافتاً إلى أنهم سيقدمون توصيات لتحسين المناهج في التقرير الذي سيكتبونه إلى الوزارة. وعلى رغم أن اثنين من الطلاب السعوديين وهما محمد الأحمدي وعبدالله الحازمي حصلا على 151 و150 درجة على التوالي كما نشر في موقع المسابقة على الانترنت، إلا أن الحد الأدنى لدخول التصنيف والفوز بإحدى ألوان الميداليات الثلاثة (ذهب وفضة وبرونز) هو 400 درجة فيما الدرجة العليا التي تمكن صاحبها من حصد الذهب هي 800 درجة. وفي السياق نفسه سجلت دول مجاورة تقل إمكاناتها المادية بكثير من السعودية نجاحات لافتة في الأولمبياد، إذ حصدت مصر التي استعد فريقها أربع سنوات قبل أن يشارك ميدالية فضية بحصول أحد طلابها في المركز 49 وأخرى برونزية عن المرتبة 130، فيما حصلت إيران التي استعدت قبل عامين لهذه المشاركة على ميدالية ذهبية عن المرتبة 24 وميداليتان فضيتان عن المرتبة 65 ورابعة برونزية عن المرتبة 95، أما إسرائيل فحصدت ثلاث برونزيات عن المراتب 84 و 121 و 145. وفيما فازت تركيا بميدالية فضية عن المرتبة 42 وثلاث برونزيات عن المراتب 82 و113 و127، اكتفت سورية ببرونزية واحدة عن المرتبة 140. يذكر أن الميداليات الذهبية تمنح للطلاب الحاصلين على المراكز بين واحد و25 والفضية للمراكز بين 26 و76 فيما البرونزية للمراكز بين 77 و150. وكانت «الحياة» نشرت في الأول من أيلول (سبتمبر) الماضي تقريراً أشارت فيه إلى ضعف مشاركة فريق وزارة التربية والتعليم في أولمبياد الرياضيات، إذ لم يتمكن الفريق إلا من حصد ميداليتين برونزيتين. وحققت الوزارة مراتب متأخرة عن دول نامية أقل إمكانات من السعودية، فيما وصف خبراء مشاركة «التربية» في الأولمبياد ب«الفقاعة» و«الإخفاق المؤلم».