كشف وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى أن الحكومة تسعى لإحداث تحول وطني مدروس في اقتصادها وبرامج عملها، ويعتمد التحول على فكر معرفي يؤمن بالإنسان وقدرته ومهاراته ومستوى تعليمه ليسهم في تنوع الاقتصاد وعدم الاعتماد على دخل واحد فقط في الإنتاج المحلي، والاعتماد على المصادر المعرفية الآمنة والموثوقة والبرامج والمشاريع المعززة للفرص الاستثمارية والمولدة للفرص الوظيفية. وأوضح العيسى في ورقة العمل التي قدمها في مؤتمر ومنتدى أسبار الدولي «المعرفة قوة»، الذي نظمه مركز أسبار للبحوث والدراسات في الرياض أمس، أن وزارة التعليم تسعى إلى بناء استراتيجية متكاملة وشاملة للتعليم العام والعالي والتقني والمهني تسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030، ويحقق أدوار كل قطاع في منظومة التعليم بحيث يكون لدينا نظام متكامل، وشدد على عدم استباق النتائج قبل صدور الاستراتيجية واعتمادها من الجهات العليا. واستعرض الوزير مفهوم الاقتصاد المبني على المعرفة من حيث المصطلح، ومفهوم التحول إلى مجتمع المعرفة، إذ إن وزارة التعليم لديها منهجية لتحقيق مجتمع المعرفة وتطويع اقتصادات المعرفة لإحداث التطور الاجتماعي والاقتصادي وتحقيق أهداف برنامج التحول الوطني. ولفت إلى أن مؤسسات التعليم والتعليم العالي ومراكز الأبحاث لها النصيب الأوفر في هذا المجال، وتعد رافداً حقيقياً للاقتصاد المختلف المعتمد على الطاقات البشرية المبدعة والمنتجة والقادرة على مواجهة المتغيرات في سوق العمل، وتحقيق النجاح في جميع مناحي الحياة العامة والخاصة، مضيفاً أن مؤسسات التعليم تحتضن الكفاءات البشرية المتمكنة والمتخصصة، وأنه كل ما كان هناك تعاون بين مؤسسات المجتمع كافة، كان التحقق للاستفادة والتطور وصولاً إلى مجتمع المعرفة، مشيراً إلى أن التعليم مر بمراحل تاريخية مهمة في المملكة منذ مسماها القديم وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات مروراً بوزارة التربية والتعليم ثم وزارة التعليم العالي، وصولاً لوزارة التعليم بجميع مكونات التعليم العالي والعام والتقني والمهني، وقال: «نتطلع إلى مرحلة جديدة من التكامل والتنوع في منظومة التعليم لمحاولة الوصول إلى بناء مجتمع المعرفة، إذ إن وزارة التعليم تهتم في بناء مجتمع المعرفة كون مؤسسات التعليم الحاضنة الأولى للتعلم، التي تسعى لنشر العلم والمعرفة، إضافة إلى البحث العلمي والتقدم المعرفي المنوط في الجامعات ودوره في الإسهام في التحول إلى مجتمع المعرفة»، وأضاف: «وزارة التعليم مهتمة بتنمية مهارات الاستكشاف والاستطلاع منذ المراحل الدراسية الأولى وتوسيع دائرة التنافس لتشجيع المتعلمين على مشاركة التعلم وفق مصادر التعلم غير الكتاب المدرسي، وفي سبيل تحقيق هذه الغاية يجب أن تتركز الجهود على تطوير عناصر العملية التعليمية ومكوناتها بحيث يتم التركيز في المنهج على عمليات التعلم لا التعليم، والنهوض بالمستويات العليا من المعرفة لترتقي بمهارات التحليل والتطوير، وكذلك التفكير الناقد لحل المشكلات». برامج إثرائية للطلبة المتفوقين والموهوبين أوضح وكيل جامعة الملك سعود للشؤون الأكاديمية والتعليمية الدكتور عبدالعزيز العثمان أن برنامج الطلبة المتفوقين في الجامعة يسعى للاستثمار بالعقول النيرة واستثمار طاقاتهم وقدراتهم وتأهيلهم وتنمية مهاراتهم المتنوعة، واستخدام استراتيجيات وطرق علمية لبناء شخصية الطالب القيادية والإبداعية بفاعلية وتطوير مهاراته الذهنية في ذلك بطرق إبداعية. وأكد العثمان خلال فعاليات اللقاء المفتوح لبرنامج الطلبة المتفوقين لهذا العام، أن مثل هذه البرامج تختصر الزمن للطالب في بناء شخصيته الإيجابية الفاعلة نحو الاستقلال الشخصي والاعتماد على الذات، مشيراً إلى نجاح البرنامج والعمل على تنشئة جيل خلاق قادر على الابتكار والتميز. من جهته، أكد عميد السنة التحضيرية في جامعة الملك سعود الدكتور نامي الجهني على ضرورة التفاعل مع البرنامج والاستفادة من الفعاليات التي أعدت له بعناية لتأهيل الطلبة وتنمية قدراتهم ومواهبهم، بما يحقق لهم الفائدة المرجوة في حياتهم الدراسية والعملية ليكونوا عند مستوى الطموح، إذ تم اختيار 130 طالباً و76 طالبة في مسار التفوق، و65 طالباً و45 طالبة في مسار الموهبة، وأكد أن الهدف من البرنامج هو تنمية الطالب في جميع الجوانب الشخصية والتواصلية والقيادية بحيث يقوم البرنامج بتأهيل الطالب المتفوق للميدان، حيث تضمن البرنامج أربعة مجالات، البرنامج الإثرائي في الرياضيات، والبرنامج الإثرائي في الحاسب الآلي، والمهارات الشخصية وبرنامج الإرشاد الطلابي، والزيارات العلمية، إذ يندرج تحت كل مجال من المجالات الأربعة أربعة برامج موزعة على مدار العام الدراسي، بهدف استثمار طاقات وقدرات الطلبة المتفوقين والمبدعين وتوجيهها لبناء المجتمع وتقدمه، كما يهدف البرنامج إلى إثارة الفضول العلمي لدى الطلبة المتفوقين والمبدعين والعمل على توجيههم بالطرق التربوية الصحيحة، كذلك يهدف البرنامج إلى تنمية قدرات الطلبة المتفوقين والمبدعين ومساعدتهم للوصول بها إلى أقصى حدودها الممكنة، كذلك تعزيز مهارات التواصل العلمي والاجتماعي بين الطلاب والمتخصصين في المجالات المختلفة، ويسعى البرنامج لإكساب الطالب مهارات التعلم الذاتي والبحث العلمي والممارسة الفعلية في تطبيقه، كذلك استخدام مهارات التفكير والتفكير الناقد والإبداعي ومهارات حل المشكلات.