كابول، باريس - أ ف ب، رويترز - قتل محمد عمر حاكم ولاية قندوز شمال افغانستان و19 آخرون بينهم إمام، بانفجار قنبلة لدى ادائهم صلاة الجمعة داخل مسجد في طالوقان عاصمة ولاية تخار، ما أكد تنامي نفوذ حركة «طالبان» شمال البلاد في السنتين الأخيرتين. واعتبر اغتيال عمر الهجوم الأكبر من نوعه للحركة، منذ قتل نائب رئيس الاستخبارات الأفغانية عبد الله لغماني في أيلول (سبتمبر) الماضي، علماً ان حاكم قندوز المعروف بعدائه الشديد ل «طالبان»، نجا من محاولتي اغتيال آخرهما تفجير سيارة مفخخة قبل شهرين، ما أدى الى تدمير سيارة للشرطة رافقت موكبه. وسبق ذلك نصب مكمن له العام الماضي. ولم تشهد البلاد هجمات خطرة منذ الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 18 أيلول، وسبقتها موجة عنف استهدفت مرشحين سقط أحدهم في ولاية خوست (شرق)، فيما شُنت هجمات أخرى خلال يوم التصويت حين تعهدت «طالبان» إعاقة الانتخابات، ما أسفر عن مقتل 17 شخصاً على الأقل. وصعّد عمر لهجته ضد «طالبان» أخيراً، معلناً ان مسلحيها عززوا وجودهم في شكل كبير بفضل وجود تنظيم «القاعدة» في قندوز، الولاية التي كانت في منأى عن العنف قبل ثلاث سنوات. وفي جنوب البلاد، قتل جندي من قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في هجوم ل «طالبان»، ما رفع الى 565 حصيلة قتلى التحالف هذه السنة التي اعتبرت الأكثر دموية منذ إطاحة نظام الحركة نهاية عام 2001. وفي خوست (شرق)، اتهم سكان سلاح الجو التابع للحلف بقتل ستة شرطيين ينتمون الى وحدة قبلية، مهمتها قتال متمردي «طالبان» في قرى معزولة في الولاية. وفي محاولة لتهدئة المتظاهرين الغاضبين، قال قائد الشرطة عبد الحكيم اشكزاي إن «رجال الشرطة القبليين أطلقوا النار على مروحية الحلف التي ردت بقصف أدى الى مقتل ستة منهم». لكن قيادة الحلف في كابول أعلنت ان «طاقم المروحية رصد مجموعة من المسلحين آتين من موقع معادٍ، وأطلق النار عليهم. «نعلم الاتهامات، وأرسلنا فريقاً للتحقيق». على صعيد آخر، بث الجيش الفرنسي شريطاً مصوراً لقتال عنيف اندلع في منطقة وادي تغاب الأفغانية، حيث يقاتل التحالف والجيش الأفغاني المتشددين. ولم يعلن الجيش تفاصيل كثيرة، لكنه أشار الى ان الصور تعود الى مطلع الشهر الجاري، موضحاً ان العملية شكلت جزءاً من عملية «النجم الواعد». وقتل 49 جندياً فرنسياً في عنف أو حوادث في أفغانستان منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للبلاد نهاية 2001، وذلك من أصل 2133 جندياً أجنبياً سقطوا في ذاك البلد. وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية مقتل جندي من الكتيبة الثانية من فوج دوق لانكاستر، بانفجار استهدف دورية راجلة في ولاية هلمند (جنوب). واعتبر هذا الجندي البريطاني الثاني الذي يسقط في أفغانستان خلال الشهر الجاري، وال90 هذه السنة، في مقابل 340 بريطانياً قتلوا منذ نهاية 2001.