دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي إلى عقد القمة الخليجية ال38 في بلاده. وقال في كلمة له خلال اختتام أعمال القمة ال37 في المنامة أمس (الأربعاء): «بفضل من الله وتوفيقه أنهينا أعمال دورتنا ال37 للمجلس الأعلى، التي كان لبعد نظركم وحرصكم على عملنا الخليجي المشترك الأثر الكبير في الوصول إلى قرارات ستسهم - بإذن الله - في تعزيز عملنا المشترك وفي تحقيق تطلعات شعوبنا وبما يعزز الأمن والاستقرار والرخاء، ولا يفوتني هنا أن أجدد الشكر لأخي الملك حمد بن عيسى آل خليفة وإلى الشعب البحريني العزيز على ما أحاطونا به من عناية ورعاية كريمتين». وأضاف: «يسرنا أن نتوجه لكم بالدعوة إلى عقد الدورة المقبلة للمجلس الأعلى في بلدكم الكويت، حيث سنحظى بشرف استضافتكم والاحتفاء بكم بين أهلكم وإخوانكم، مبتهلين إلى الله سبحانه وتعالى أن يسدد على دروب الخير خطانا ويوفقنا لتحقيق تطلعات شعوبنا في الأمن والاستقرار والرخاء». وفي مستهل الاجتماع ألقى عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة كلمة قال فيها: «يسرنا في ختام أعمال الدورة ال37 أن نعرب عن اعتزازنا البالغ باستضافة هذه القمة، شاكرين لكم ما بذلتموه من جهود خيّرة ومساعٍ مخلصة في ما توصلنا إليه من قرارات سديدة ونتائج إيجابية، ستحقق - بإذن الله - الأهداف النبيلة لهذا الكيان الشامخ». وتلا الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي الدكتور عبداللطيف الزياني (إعلان الصخير) الذي أكد أهمية مواصلة العمل في تنفيذ وتطبيق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، التي أقرت في قمة الرياض 2015، لما تشكله من إطار متكامل ونهج حكيم للتعامل مع تلك المتغيرات على أساس المحافظة على المصالح العليا لدول المجلس ومنجزاتها ومكتسبات شعوبها، وتحقيق الهدف المنشود في التكامل والوحدة بين دول المجلس في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية. وأشاد قادة دول المجلس بما وصل إليه التعاون المشترك في المجال الدفاعي والأمني، مشددين على ضرورة العمل لتحقيق المزيد من التكامل والتعاون المشترك لتطوير المنظومة الدفاعية والمنظومة الأمنية لمجلس التعاون، ليكون دورهما أكثر فاعلية وقدرة على ردع أي اعتداء أو مساس بسيادة دول المجلس. وأوضح الإعلان أن قادة دول المجلس أشادوا بما وصل إليه التعاون المشترك في المجال الدفاعي والأمني، ويؤكدون ضرورة العمل لتحقيق المزيد من التكامل والتعاون المشترك لتطوير المنظومة الدفاعية والمنظومة الأمنية لمجلس التعاون، ليكون دورهما أكثر فاعلية وقدرة على ردع أي اعتداء أو مساس بسيادة دول المجلس. إلى ذلك، أكد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني بمناسبة اختتام أعمال الدورة ال37 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون، أن دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن لبّت نداء من السلطة الشرعية ولم تقف مع طرف ضد آخر، مشدداً على أن التحالف ليس مع طرف ضد آخر، وأنه ضد أي تدخل خارجي، وضد أي ضرر لليمن وللمصالح الحيوية لهذا البلد وجيرانه. وأضاف: «نريد أن تتوقف شحنات الأسلحة التي تأتي من إيران، وكذلك التدخل الذي يودي بحياة أبناء اليمن يومياً، وكذلك أبناء دول مجلس التعاون من البحرين والسعودية والإمارات، وهؤلاء دماؤهم عزيزة علينا، ولقد تدخلنا فقط لإعادة الاستقرار لهذا البلد بكامل مكوناته». ونفى وزير الخارجية البحريني وجود أي نية للإساءة إلى إيران، وقال إن موقفنا هو وقف الإساءات التي تأتينا من إيران، مبيناً أن أي موضوع يتعلق بالتعدي على السيادة يأتي من طرف إيران ضد دول مجلس التعاون ودول المنطقة، وكذلك الإخلال بحسن الجوار جاء من إيران تجاه دول المنطقة، ولم يبدر من دول المنطقة أي شيء تجاهها. وأعرب عن تطلعه إلى أن تتخذ إيران خطوات مهمة جداً في تبديل سياستها الخارجية، وأضاف: «إذا أرادت إيران أن تنجح كما نجحت في إقناع العالم بأنها جادة في مسألة الملف النووي، فأيضاً يجب أن تبذل الجهد نفسه في إقناعنا بأنهم جار مهم ومنفتح علينا، ويتطلع إلى إقامة علاقات معنا، وأن توقف الإساءات التي تأتي منها تجاه دولنا». واستنكر وزير الخارجية الأفعال التي تقوم بها إيران تجاه دول الخليج، مثل تصدير الثورة، قائلاً إنه إن كانت عندهم الثورة فهي ثورتهم، ولكن هذا الأمر ليس له أي علاقة بدول المنطقة، وكذلك دعم الإرهاب في كل مكان في دولنا يجب أن يتوقف، ويجب احترام سيادة الدول بشكل كامل، وإن حدثت كل هذه الأمور فسنتجاوب مع إيران، أما إذا استمرت في سياستها في التدخل والمحاربة والإسهام في خسارة الأرواح والسيطرة على الدول كما يجري في بعض الدول العربية فنحن سنستمر في الدفاع عن موقفنا في هذا الشأن. آل خليفة: عدم انضمام الحشد الشعبي للجيش العراقي من أهم المنعطفات قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة، إن المسائل تشكلت على أساس طائفي في العراق، وتعد مشاركة الحشد الشعبي في المهمة من دون أن ينضم الانضمام الكامل للجيش العراقي من أهم المنعطفات في القضية العراقية. وتساءل الوزير قائلاً: «لماذا يستمر الحشد الشعبي بهيئته وصفته المستقلة؟ فعملية استمرار هذا الحشد بالشكل الذي هو عليه سيعمق الانقسام الطائفي في هذا البلد العربي، وكلما أبعدت المسائل الطائفية والتهميش فإننا نرى العراق على الطريق الصحيح، ونتمنى للعراق كل الخير والاستقرار». وحول استضافة رئيسة الوزراء البريطانية في قمة المنامة في ظل انتخاب إدارة أميركية جديدة، قال وزير الخارجية البحريني إن قرار قادة الخليج كان واضحاً في مسألة الحرص على تعزيز الشراكة الخارجية مع الأشقاء والحلفاء الدوليين والدول الصديقة والمنظمات الإقليمية، كما أكد أن دول مجلس التعاون ترتبط بارتباطات كبيرة مع دول حليفة كبرى، مثل أميركا وبريطانيا وفرنسا ودول كثيرة في العالم، لافتاً إلى أن دول الخليج ملتزمة كل الالتزام بتلك الارتباطات. وأشار إلى أن تلك الشراكة تنطبق أيضاً في علاقة دول الخليج مع أميركا، مضيفاً أن العلاقات مع واشنطن لم تكن محصورة بفترة رئاسية واحدة، وإنما ممتدة لعقود ومنذ أوائل القرن العشرين، معرباً عن تطلع دول المجلس للعمل مع حكومة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجديدة لما فيه خير ومصلحة الجميع، وشدد على أن العلاقات الخليجية - الأميركية قائمة على أمن واستقرار المنطقة.