اختتم قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قمتهم ال37 في البحرين أمس، مؤكدين عزمهم على تعزيز مسيرة المجلس وتحصين دوله من الأخطار ومحاولات المساس بسيادتها واستقلالها، وتنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بالانتقال من التعاون إلى التكامل السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي، في حين أكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي خلال القمة الخليجية- البريطانية، أنها ستعزز التعاون الدفاعي مع دول الخليج وتعمل معها على التصدي لطموحات إيران ونشاطاتها العدائية في المنطقة، معتبرة أن «أمن الخليج هو أمن بريطانيا». وبدأ الملك سلمان أمس زيارة رسمية إلى البحرين قبل أن يغادر إلى الكويت اليوم. وشدد القادة الخليجيون في إعلان الصخير، والبيان الختامي للقمة، على ضرورة العمل لتحقيق المزيد من التكامل والتعاون المشترك لتطوير المنظومة الدفاعية والمنظومة الأمنية للمجلس، ليكون دورهما أكثر فاعلية وقدرة على ردع أي اعتداء أو مساس بسيادة دول المجلس، مؤكدين أن الحفاظ على أمن دول المجلس واستقرارها يخدم مصالح دول العالم قاطبة، ويساهم في حفظ الأمن والسلم الإقليميين. وأكدوا حرصهم على تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الأشقاء والحلفاء والشركاء الدوليين والدول الصديقة والمنظمات الإقليمية والدولية، بما يعزز دور مجلس التعاون كشريك دولي فاعل وركيزة استقرار مهمة للأمن والسلم الدوليين. وجدد القادة حرصهم على أن تكون علاقات دول المجلس مع جميع دول المنطقة قائمة على مبادئ حسن الجوار والتفاهم والاحترام المتبادل لسيادة الدول واستقلالها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واحترام مبدأ المواطنة، مطالبين إيران بضرورة أن تغير من سياستها في المنطقة، وذلك بالالتزام بقواعد وأعراف المواثيق والمعاهدات والقانون الدولي، مستنكرين استمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، من خلال مساندة الإرهاب وتدريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة النعرات الطائفية، مدينين محاولات إيران تسييس فريضة الحج والإتجار بها واستغلالها. وأكدت القمة الخليجية- البريطانية التي عقدت في المنامة أمس، أن التهديدات المشتركة تتزايد وتتطور حيث يمارس الإرهابيون عملياتهم عبر الحدود الوطنية من أجل التآمر لتنفيذ هجمات ضد مواطني الجانبين. وأوضحت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي في كلمتها خلال القمة، أن «الأخطار التي تهدد أمننا المشترك تتزايد وتتطور، إذ يمارس الإرهابيون عملياتهم عبر الحدود الوطنية من أجل التأمر لتنفيذ هجمات ضد مواطنينا، ومع الاستخدام السيئ للإنترنت يبرز تهديد جديد، وهناك دول معينة ما زالت مستمرة في التصرف بطرق تهدد الاستقرار في المنطقة، وتهدد بالتالي أمن العالم الغربي وتتطلب الحاجةَ إلى تعزيز العمل المشترك». وأشارت إلى أن بريطانيا تتطلع بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي إلى العمل على بناء علاقات دولية جديدة، ولا سيما مع دول الخليج التي ترتبط معها بعلاقات صداقة متجذرة، مثنية على التعاون الاستخباراتي مع السعودية، الذي أنقذ أرواح آلاف البريطانيين، مؤكدة التزام بلادها ببناء خطة استراتيجية للتصدي للعدوان الإيراني ضد دول الخليج، مشددة على أن «أمن الخليج هو أمننا». وأكدت أن أهم التحديات في الوقت الحالي هو تنامي التطرف والراديكالية ليس في المنطقة فقط بل في غيرها، إضافة إلى التحدي الكامن في التهديدات التي تهدد النظام المبني على القوانين والتي لا يعتمد عليها الأمن المشترك فحسب بل أساسات الازدهار المشترك. وتحدثت ماي عن جملة من الخطوات، التي ستبادر بريطانيا إلى تسريعها، ومن أهمها أمن الخليج، الذي عدته من أمن بريطانيا، وقالت: «إن المتطرفين الذين يتآمرون لتدبير هجمات في المنطقة لا يستهدفون الخليج فقط بل يستهدفون أوروبا أيضاً كما يشاهد على أرض الواقع». وشددت رئيسة وزراء بريطانيا على ضرورة مواجهة الدول التي تغذي الإرهاب في المنطقة لاستئصال جذوره، مشيرة إلى التهديد الذي تمثله إيران على المنطقة عموماً، وعلى دول مجلس التعاون الخليجي خصوصاً، داعية إلى وضع حد لتدخلاتها في كل من لبنان والعراق واليمن وسورية، وكذلك في الشأن الداخلي لدول الخليج. وأكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني، أهمية الاجتماع الأول لقادة دول المجلس برئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، مشيراً إلى أن التعاون السياسي والأمني بين الجانبين قائم وفاعل، بما في ذلك التعاون لمكافحة التنظيمات الإرهابية، والتنسيق المستمر بين الجانبين من أجل دعم الشرعية وإعادة السلام والاستقرار إلى اليمن، والتعاون المتواصل والبناء في «تجمع أصدقاء اليمن» الذي يرأسه كل من المملكة وبريطانيا واليمن، الذي حقق خطوات ملموسة عبر عقد مؤتمرات دولية عدة لدعم اليمن، أسفرت عن التبرع بنحو 15 بليون دولار لمساعدة اليمن في تنفيذ خططه التنموية». ومع استعداد الكويت لاستقبال الملك سلمان، قال نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله ل «الحياة»، إن بلاده تتطلع اليوم لزيارة خادم الحرمين الشريفين التي تأتي في ظروف استثنائية وحرجة تمر بها المنطقة، و «نحن في الكويت القيادة والشعب نترقب ونتطلع إلى هذه الزيارة وسيحل خادم الحرمين في قلوب جميع الكويتيين وسيلمس في البلاد حجم مشاعر الحب والود التي يشعر بها أهل الكويت للقائد العظيم».