سيطرت قوات النظام السوري اليوم (الثلثاء) على خمسة أحياء جديدة في مدينة حلب بينها حي الشعار الاستراتيجي، ليصبح أكثر من ثلثي الأحياء الشرقية تحت سيطرتها، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن «تمكنت قوات النظام من السيطرة على أحياء الشعار وضهرة عواد وجورة عواد وكرم البيك وكرم الجبل». على سياق متصل، نفى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن تكون واشنطن رفضت عقد لقاء مع روسيا لبحث خطة خروج مقاتلي المعارضة السورية من حلب وذلك رداً على اتهامات موسكو لها، في وقت سيطرت قوات النظام السوري على خمسة أحياء محاصرة جديدة. وقال كيري على هامش اجتماع وزاري ل«حلف شمال الأطلسي» في بروكسيل «لست على علم بأي رفض محدد أو ما هي هذه الخطة الجديدة» لحلب بشأن احتمال خروج مسلحي المعارضة من الاحياء الشرقية. ولم تؤكد الخارجية الأميركية مشاركتها في هذه المحادثات في جنيف، لكن كيري تطرق خلال زيارته الى برلين أمس الى احتمال عقد لقاء جديد مع نظيره الروسي الأربعاء أو الخميس في هامبورغ على هامش الاجتماعات السنوية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتهم الولاياتالمتحدة برفض مناقشة مسألة خروج مقاتلي المعارضة السورية من مدينة حلب «بجدية». وقال في مؤتمر صحافي مع الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربيورن يغلاند: «فهمنا انه من المتعذر اجراء مناقشة جدية مع شركائنا الاميركيين»، متهماً واشنطن بالغاء محادثات حول سورية بين خبراء روس وأميركيين كانت مرتقبة اساساً الأربعاء بحسب قوله. وأوضح لافروف انه اتفق مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال لقائهما في روما الجمعة على عقد لقاء حول سورية في جنيف. وقال: «طلب مني كيري دعم وثيقة تتفق مع رؤية روسيا (...) ولكن أمس (الاثنين) تلقينا فجأة رسالة تقول انهم للاسف لا يمكنهم عقد لقاء معنا غداً لانهم غيروا رأيهم وسحبوا الوثيقة». وأضاف: «والآن لديهم وثيقة جديدة تعيد كل شيء الى نقطة الصفر»، متهماً واشنطن بالسعي الى «كسب الوقت» حتى تتمكن الفصائل المقاتلة من «استعادة انفاسها» غداة الفيتو الروسي على مشروع قرار في مجلس الأمن لإعلان هدنة في حلب لسبعة أيام. وقال إنه «لأمر محزن ان تواصل الدول الغربية التي تبدي كل يوم قلقها على حقوق الانسان والوضع الانساني في حلب وفي سورية عموما دعم الراديكاليين والمتطرفين». ورأى أن على المقاتلين مغادرة حلب أو الموت. وقال: «في كل الاحوال، اذا رفض اي كان المغادرة طوعاً، سيتم القضاء عليه. لا توجد خيارات اخرى». ومن جهتها، اعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أن عجز المجتمع الدولي عن مساعدة حلب عار «حلب عار (...) من العار اننا غير قادرين على اقامة ممرات انسانية لكن يجب ان نستمر» في المحاولة، منددةً بالدور الروسي والإيراني في دعم «تحرك نظام الأسد الوحشي ضد شعبه».