استمرت أمس المشاورات بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف استعداداً لانعقاد اجتماع فيينا الثاني الجمعة المقبل، في وقت أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إحراز «بعض التقدم» باتجاه التوصل إلى موقف دولي مشترك في شأن الأزمة السورية، لكنه كرر تمسك الرياض بعدم لعب الرئيس بشار الأسد «أي دور» في مستقبل سورية. ونقل نائب روسي عن الرئيس بشار الأسد استعداده لإجراء انتخابات رئاسية والمشاركة فيها، لكن بعد القضاء على «الإرهاب»، الأمر الذي بدا مختلفاً عن موقف موسكو الداعي إلى توازي العملية السياسية و «محاربة الإرهاب»، إضافة إلى تجاهل دمشق لاستعداد موسكو لتقديم دعم ل «الجيش الحر». وقال الجبير خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة أمس، إن «هناك مشاورات قائمة ومستمرة في المجتمع الدولي حيال كيفية تطبيق مبادئ جنيف 1 ونحن ملتزمون بهذا الشيء، تطبيق مبادئ جنيف 1 عبر تأسيس هيئة انتقالية للحكم تضع دستوراً جديداً وتدير المؤسسات المدنية والعسكرية وتحضر لانتخابات جديدة». وأضاف أن «موقف المملكة وموقف معظم دول العالم هو أن لا يكون لبشار الأسد أي دور في مستقبل سورية». وتابع: «في الحل النهائي كلنا يريد أن تكون سورية بلداً موحداً تعيش فيه جميع الطوائف بمساواة ويكون بلداً خالياً من أي قوات أجنبية، هذا ما نريده لسورية... المفاوضات الآن قائمة على كيفية تطبيق هذه الرؤية على أرض الواقع، وأعتقد بأن هناك بعض التقدم الذي حدث وأن (هناك) تقارباً في المواقف التي تهدف إلى إيجاد حل للأزمة، لكن لا أستطيع أن أقول لك إننا وصلنا إلى اتفاق بعد. نحتاج إلى مزيد من المشاورات ومزيد من المحادثات لنصل إلى هذه النقطة». وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن وافقت على زيادة الدعم للمعارضة السورية المعتدلة لكنه شدد على أنها «تسعى إلى حل سياسي». وأعلنت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف ووزير الخارجية الأميركي جون كيري بحثا في المسألة السورية خلال اتصال هاتفي أمس وواصلا مناقشاتهما في شأن احتمالات الحل السياسي بمشاركة السلطات السورية و»المعارضة الوطنية» التي يدعمها المجتمع الدولي. في دمشق، قال النائب البرلماني الروسي سيرغي غافرليوف بعد لقائه الأسد أمس إن أولوية الرئيس هي هزيمة «الإرهابيين» قبل إجراء الانتخابات، لكنه على استعداد للدعوة لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية إذا اقتضت الضرورة. ويأتي هذا بعد دعوة لافروف النظام والمعارضة إلى الاستعداد لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية علماً أن الرئيس فلاديمير بوتين قال خلال لقائه الأسد في موسكو الثلثاء الماضي بضرورة إطلاق عملية سياسية بالتوازي مع «محاربة الإرهاب». ولوحظ أن وسائل الإعلام الرسمية السورية تجاهلت كلام لافروف عن تقديم غطاء جوي ل «الجيش الحر» في قتاله ضد «داعش». ولم تشر «وكالة الأنباء السورية الرسمية للأنباء» (سانا) إلى الانتخابات في تغطيتها لاجتماع الأسد مع وفد روسي زائر. وقال غافرليوف ل «رويترز» إن انطباعه هو أن «الهدف الأول (للأسد) هو مكافحة الإرهاب والانتصار عليه ثم بعد ذلك إجراء الانتخابات - البرلمانية والرئاسية». وفي مقابلة منفصلة نقلت وكالة الإعلام الروسية عن غافرليوف قوله إن الأسد «مستعد لإجراء انتخابات برلمانية وتعديل الدستور وإجراء انتخابات رئاسية إذا لزم الأمر»، وانه على «استعداد للمشاركة في انتخابات رئاسية إذا أيد الشعب السوري الفكرة». ميدانياً، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «الاشتباكات العنيفة» استمرت أمس بين قوات النظام وموالين من جهة وفصائل معارضة من جهة ثانية في حي الشيخ سعيد في حلب وأنه في حال تمكنت الفصائل من السيطرة عليها ستقطع طريق إلى مناطق سيطرة النظام في مطار النيرب والسفيرة، ستتضيق الخناق عليها في ريف حلب الجنوبي. كما استمرت المعارك على طريق خناصر – أثريا بريف حلب بين النظام و «داعش» في ريف حلب بعد هجوم من التنظيم لقطع خط الإمداد بين حلب ووسط البلاد.