بينما أنهى الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم في مصر المرحلة الأولى من عملية اختيار مرشحيه للانتخابات النيابية التي ستجرى الشهر المقبل ويستعد لتدشين المرحلة الثانية، علمت «الحياة» أن جماعة «الإخوان المسلمين» ستعلن رسمياً مشاركتها في الانتخابات غداً السبت بعدما حسمت قائمة مرشحيها والدوائر التي ستخوض المنافسة عليها. وتمثّل الانتخابات البرلمانية، التي سيفتح الباب فيها أمام الترشيح بعد نحو أسبوعين، محطة بالغة الأهمية في مستقبل الحياة السياسية في مصر. وإذا كانت الانتخابات السابقة (2005) كرّست اقتسام الحزب الحاكم وجماعة «الإخوان» الساحة السياسية على حساب بقية الأحزاب، فإن ظاهر الأمور يؤشر إلى إمكان حدوث تغييرات جذرية تتمثّل بإبعاد «الإخوان» كلّياً عن المشهد. وقالت مصادر قيادية في «الإخوان» إن الجماعة ستعلن قائمة مرشحيها في انتخابات مجلس الشعب السبت بعدما استقرت على الأسماء التي سيتم الدفع بها والدوائر التي ستخوض المنافسة على مقاعدها. وأوضحت ل «الحياة» أن القائمة تُعتبر «قائمة المحاربين» ولن تتعدى ال 200 عضو يتقدمهم عضوا مكتب الإرشاد سعد الكتاتني وسعد الحسيني إضافة إلى نحو 80 من أعضاء الكتلة البرلمانية للإخوان (للجماعة 88 نائباً في البرلمان الحالي). وقالت: «هؤلاء المحاربون سيتولون المواجهة الضارية التي ستحدث (ضد مرشحي الوطني)، إضافة إلى الوقوف أمام أي محاولات لتزوير إرادة الناخبين». وفي ما يُعد تحدياً علنياً للحزب الوطني (الحاكم)، كشفت المصادر أن الجماعة «لن تُخلي» دائرة أمين التنظيم في الحزب رجل الأعمال أحمد عز مثلما حدث في انتخابات العام 2005. وأشارت إلى أن الجماعة «ستدفع بمرشحين (إثنين) أحدهما على مقاعد الفئات والآخر على العمال ... وهناك أيضا مرشحان احتياطيان» تحسباً لحدوث ما وصفته ب «تعنت اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات مع المرشحين الأصليين». ويعد رجل الأعمال أحمد عز، وهو المسؤول الأول في الحزب الحاكم عن عمليات الترشيح ومتابعة العملية الانتخابية، أحد أبرز المعارضين لوصول «الإخوان» إلى قبة البرلمان ويُنسب له تصريحات عدة شدد فيها على أن «أخطاء الماضي لن تتكرر مرة أخرى»، في إشارة إلى حصد جماعة الإخوان 88 مقعداً برلمانياً في انتخابات العام 2005. كما أعلنت المصادر ل «الحياة» أن الجماعة ستنافس الوزراء البالغ عددهم نحو 8 والذين سيدفع بهم الحزب الوطني في الانتخابات. وأوضحت أن «جماعة الإخوان لن تخلي إحدى دوائر محافظة الاسكندرية لمصلحة محافظها السابق وزير الشؤون المحلية عبد السلام المحجوب» الذي يتمتع بشعبية كبيرة هناك. وأكدت أن الجماعة ستدفع بالقيادي البارز في المحافظة صبحي صالح أمام المحجوب كما أنها لن تخلي دائرة الوزير مفيد شهاب في الإسكندرية. وفي ما يشير إلى حدوث تنسيق مع أحزاب المعارضة، لفتت المصادر القيادية في «الإخوان» إلى أن الجماعة ستخلي دائرة ضاحية الدقي (جنوبالقاهرة) لمصلحة القيادي في حزب الوفد محمود السقا، وهو الإجراء الأول من نوعه، إذ حرصت الجماعة على الدفع بأعضائها على هذه الدائرة منذ فوز مرشدها السادس المستشار مأمون الهضيبي بمقعد الدقي. ولم تستبعد المصادر حدوث مزيد من التنسيق وإخلاء الدوائر لمصلحة أحزاب من وصفتهم ب «الأصدقاء» من المرشحين. وقالت: «الإخوان المسلمون حريصون كل الحرص على التنسيق العالي المستوى مع التيارات كافة في مواجهة الحزب الوطني». وفي مقابل ذلك أنهى الحزب الوطني المرحلة الأولى من عملية اختيار مرشحيه للانتخابات. وقال الأمين العام للحزب صفوت الشريف إن أعضاء المجمعات الانتخابية التي أقامها الحزب انتهوا من عملية التصويت على اختيار مرشحيه من بين 2887 مرشحاً يتنافسون على مقاعد البرلمان التي يبلغ عددها 444 مقعداً، إضافة إلى مقاعد مخصصة للمرأة يبلغ عددها 64 مقعداً.