الحمد الله رب العالمين الذي جعل بلادنا مهبط الوحي والرسالة المحمدية وجعلها قبلة المسلمين، ومقصداً لدخول بيت الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار لأداء المناسك في مكةالمكرمة والمدينة المنورة في يسر وسهولة، إذ إن جميع الخدمات الدينية والفتاوى الشرعية والإرشاد متوفرة بفاعلية وكفاءة، إضافة إلى تطوير مستمر لرخاء المكان، وهذا ضمن إستراتيجية متكاملة للحاضر والمستقبل، وما نراه من مشاريع تطويرية لزيادة السعة الاستيعابية وذلك في المساحات من كل الجهات الأربع من المسجد الحرام. أما العناية بالخدمات الفائقة والمتطورة لضيوف الرحمن فهي محل ثناء وتقدير، كالنظافة والصيانة والتهوية، وكل الخدمات التي تنسجم مع القيم والسلامة والسماحة الأخلاقية السامية وتوفير الراحة والاستقرار والطمأنينة في وطن العز. وتنفيذاً للتوجيهات السامية فقدت شهدنا ارتقاء مستوى الخدمات المتقدمة للمعتمرين والزوار لهذا العام 1431ه، خصوصاً في شهر رمضان المبارك الماضي، بعد إدخال «ستة آلاف» امرأة ورجل كقوة أمن إضافية لحراسة الحرمين الشريفين ليلتي «27» وختم القرآن الكريم. إضافة إلى أن قوة أمن الحرم وقوات فروع الأمن العام وكل الجهات الحكومية ساهرون ليلاً ونهاراً على أمن ضيوف بيت الله الحرام، وتأتي هذه الزيادة لتتواكب وكثافة أفواج المعتمرين والمركبات في الشوارع لتأمين كل جوانب الأمن والسلامة، إضافة للطائرات العمودية التي ترصد بالعين حركة المصلين ودخولهم وخروجهم، وهذه الخطط الأمنية كلها تحظى بعناية النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز. كم سرني أن أشاهد المرأة تشارك في الأمن العام كشرطة نسائية في قوة الأمن والحراسة الأمنية وضبط المسروقات، «هذه الظاهرة السلبية التي نراها بين حشود المعتمرين»، ومساعدة المرأة لضبط المتسولين والدخول في الأماكن التي لا يستطيع رجال الأمن دخولها. وجود شرطة نسائية لها دور فعال في تعزيز الأمن ضروري، خصوصاً تعامل المرأة مع المرأة في كثير من المواقع النسائية، كالجامعات النسائية، ومدارس البنات، وتفتيش المناطق، والسجون النسائية، والتحقيقات والتحريات، ومواقع الترفيه، ومراقبة المشاغل النسائية، وكثير من الأعمال النسائية الأخرى. عمل المرأة في السلك الأمني مطلب حيوي، وهو جائز شرعاً، ويعتبر ذلك إسهاماً في التطوير والبناء، وكما أن في ذلك حاجة ماسة للعنصر النسائي في أمن الوطن. وكم أعجبني أيضاً مكارم الأخلاق في تعامل الشرطة النسائية في الحرم مع المعتمرين، وهم يؤدون مناسك العمرة بأمن وإخلاص... إننا لنفتخر ببناتنا اللاتي يسهمن في حماية الوطن من خلال أداء الواجب الوطني، وهنا أتمنى على مدير الأمن العام الفريق سعيد القحطاني الإعلان عن شركات خاصة للحراسات الأمنية من السعوديات في الوطن لتتاح الفرصة للمرأة للعمل كحراسة في الأسواق النسائية والمدن الترفيهية والمهرجانات النسائية، إن إسهامات المرأة في هذا المجال تعتبر إسهامات اقتصادية واجتماعية وتعليمية في بناء الوطن. دخول المرأة في سوق العمل من خلال الأمن العام يعتبر نقلة نوعية وحاجة ملحة يتطلبها العصر الحالي. [email protected]