قتل مواطن فرنسي وأصيب بريطانيان أحدهما ديبلوماسي بجروح، إضافة الى جرح ثلاثة مدنيين يمنيين، في هجومين منفصلين وقعا في اليمن أمس، ويحملان بصمات تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب». وقع الهجوم الأول عند الثامنة والنصف صباحاً بتوقيت صنعاء، مستهدفاً بقذائف صاروخية سيارة تابعة لسفارة المملكة المتحدة كانت تسير في شارع خولان على بعد ثلاثة كيلومترات من مقر السفارة البريطانية الكائن في حي نُقُم المطل على العاصمة صنعاء. وأفاد شهود ل «الحياة» إن مسلحين يستقلون سيارة أطلقوا قذيفة «آر بي جي» باتجاه سيارة رباعية الدفع تحمل لوحة «هيئة سياسية» فأصابوا ديبلوماسياً يعمل في السفارة البريطانية بصنعاء، اختلفت الروايات في شأن منصبه، فقيل إنه القائم بأعمال السفير البريطاني، أو نائب السفير، وأشارت رواية أخرى إلى أنه السفير البريطاني جوناثان ويلكس الذي لم تمضِ سوى أيام على تسليم أوراق اعتماده، خلفاً للسفير تيم تورلوت الذي كان تعرض لهجوم نفذه انتحاري في نيسان (أبريل) الماضي وتبنى «القاعدة» المسؤولية عنه. وأشار الشهود الى إصابة ثلاثة مدنيين صادف مرورهم لحظة وقوع الهجوم، بينهم امرأتان، وأوضحوا أن الهجوم ألحق أضراراً بالسيارة الديبلوماسية، التي سارعت الشرطة اليمنية إلى سحبها من مكان الحادث. وفرضت قوات الأمن اليمنية بعد ذلك حراسة مشددة على السفارة البريطانية والهيئات الديبلوماسية في العاصمة صنعاء، كما قطعت الشوارع المؤدية إلى مقر السفارة، ونصبت نقاط تفتيش للمارين بجواره ونشرت دوريات في العديد من شوارع المدينة. وأكدت وزارة الخارجية البريطانية في لندن «إصابة أحد موظفي السفارة بجروح طفيفة» في الهجوم، لكنها لم توضح هويته. وقال ناطق باسمها: «يمكننا تأكيد حصول هجوم طاول سيارة تابعة للسفارة البريطانية في صنعاء هذا الصباح ووقوع إصابة طفيفة واحدة بين موظفي السفارة البريطانية، من دون تسجيل إصابات أخرى». وقال وزير الخارجية وليام هيغ إن الهجوم «يذكرنا بأن أمامنا جهوداً ينبغي القيام بها» من أجل تحسين الوضع الأمني في اليمن حيث تتزايد مخاطر تنظيم «القاعدة». وأضاف متحدثاً الى «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) أن «جميع موظفينا هناك يلزمون منازلهم أو السفارة»، وزاد: «انه مكان صعب وخطر للعمل». وفي حادث منفصل، قتل فرنسي وجرح بريطاني يعملان في شركة «أو أم في» النمسوية، بالقرب من صنعاء، عندما فتح حارس أمن يمني يعمل في الشركة النار من سلاحه الرشاش (كلاشنيكوف) وهو يصرخ «الله أكبر» على موظفي الشركة التي أفادت أنها لا ترى حالياً أي دافع سياسي للاعتداء الذي نفذه أحد حراسها. وطبقاً لمصادر أمنية يمنية، فإن الحارس يخضع للتحقيق لمعرفة أسباب اطلاقه النار على موظفي الشركة التي تعمل في اليمن منذ عام 2003 وتملك حالياً تراخيص إنتاج تنقيب في ثلاثة مواقع. وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية في باريس نبأ مقتل أحد مواطنيها في اليمن، مشيرة إلى انه يعمل لحساب شركة «سبي» الفرنسية وكان منتدباً لدى شركة «أو أم في» النمسوية التي تعمل في استكشاف النفط والغاز في اليمن، وتدير حقولاً نفطية في المسيلة بحضرموت (جنوب شرقي البلاد). من جهته، أكد وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية وليام بيرنز الذي يزور صنعاء حالياً أن الولاياتالمتحدة تدعم القوات اليمنية في حربها على «القاعدة» إلا أنها لا تريد أن تحل مكانها في هذه الحرب. وقال بيرنز (أ ف ب) في مقابلة مع صحافيين يمنيين نشرت أمس على موقع السفارة الأميركية انه أكد للرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي التقاه الثلثاء أن الولاياتالمتحدة ملتزمة «مساعدة اليمن في مواجهات التحديات الأمنية التي تطرحها القاعدة». وأضاف «نحن ندعم جهود اليمن وقواه الأمنية لمواجهة التحديات ونعتبر أن قدرات القوى الأمنية اليمنية تتعزز». إلا أن الدببلوماسي الأميركي لم يجب على سؤال عما إذا كانت الولاياتالمتحدة تأخذ في الاعتبار شن غارات على مواقع للتنظيم الإرهابي في اليمن، مع العلم أن وسائل إعلام أميركية عدة أكدت أن الطيران الأميركي أغار مراراً على مواقع إرهابية مفترضة في اليمن. وقال: «إن جهودنا تتركز حول تحسين قدرات القوات اليمنية ونحن لا نسعى لأن نحل مكانها». وفي إطار زيارته، التقى بيرنز قياديين في أحزاب «اللقاء المشترك» المعارض «دارت حول جدولة الإصلاحات السياسية بما يساعد للوصول الى تسوية بالنسبة الى الانتخابات» البرلمانية المقبلة المتوقع إجراؤها في نيسان (أبريل) 2011، وقال إن «الولاياتالمتحدة تدعم بقوة العملية الديموقراطية في اليمن، ليس فقط الحوار الوطني الحقيقي، بل أيضاً الانتخابات البرلمانية الحرة والعادلة».