اتهمت ماليزيا أمس ميانمار بشن حملة «تطهير عرقي» ضد اقلية الروهينغا المسلمة، بينما زار الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي انان على رأس وفد قرية وابيك التي جرى حرقها في ولاية راخين، حيث شن جيش ميانمار حملة اخيراً رداً على مهاجمة متشددين مراكز للشرطة، ما ادى الى فرار 10 آلاف من الروهينغا الى بنغلادش. وخلال زيارة موكب انان قرية وابيك صباح الجمعة، منعت الشرطة الصحافيين المستقلين غير العاملين في إعلام الدولة من الاقتراب من الموكب او دخول القرية، علماً انه يتوقع ان يتحدث انان الى وسائل الإعلام الثلثاء، بعد انتهاء جولته في راخين. وقالت وزارة الخارجية الماليزية في بيان شديد اللهجة ان «طرد اثنية واحدة هو تطهير عرقي»، علماً ان الفارين من الروهينغا تحدثوا عن ارتكاب قوات الأمن في ميانمار عمليات اغتصاب جماعي وتعذيب وقتل، وهو ما ترفضه رانغون التي تصرّ على ان الأزمة في ولاية راخين قضية محلية، بينما يتصاعد الضغط الدولي عليها. وأكد البيان ان مئات الآلاف من مسلمي الروهينغا فروا الى دول مجاورة في السنوات الأخيرة، بينهم 56 الفاً الى ماليزيا ذات الغالبية المسلمة، «ما يعني ان القضية لم تعد قضية محلية بل دولية». وكانت المفوضية العليا للاجئين اعتبرت ان اقلية الروهينغا قد تكون ضحية جرائم ضد الإنسانية. في المقابل، نظمت مجموعة صغيرة من مواطني ميانمار تظاهرة امام السفارة الماليزية في رانغون بعد ظهر امس. وقال كاهن بوذي يدعى بارموكا للحشد: «البنغال الذين يعرفون عن انفسهم كروهينغا ليسوا مواطنين من ميانمار، ومن يشجع الإرهاب هو رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق. انه ارهابي ايضاً». ويعكس ذلك واقع ان الروهينغا مكروهون لدى جزء من سكان ميانمار (95 في المئة منهم بوذيون) الذين يعتبرونهم اجانب في بورما. ويتعرض ابناء الأقلية لتمييز في مجالات عدة من العمل القسري الى الابتزاز، وفرض قيود على حرية تحركهم وحرمانهم من العناية الطبية والتعليم. وخلال زيارتها سنغافورة هذا الأسبوع صرحت رئيس وزراء ميانمار اونغ سان سو تشي، الحائزة جائزة نوبل للسلام والتي تتعرض لانتقادات دولية بسبب فشلها في التحقيق في ادعاءات عن تنفيذ الجيش عمليات تطهير عرقي ضد الأقلية المسلمة: «سأقدر كثيراً لو ساعدنا المجتمع الدولي في حفظ السلام والاستقرار، وتحقيق تقدم في بناء علاقات افضل بدلاً من التحريض».