تحفظ مشاركون ومشاركات في ملتقى الجمعيات التعاونية على توصية ملتقى الجمعيات التعاونية بتشجيع ودعم تأسيس جمعيات تعاونية نسائية في مختلف المجالات، معترضين في الوقت ذاته على عدم إشراك المرأة في الجمعيات الحالية كعضو مؤسس وعضو مجلس إدارة استناداً إلى النظام الذي يعطيها الحق في ذلك.واعتبر المشارك المهندس جمال برهان التوصية خطوة سلبية وعودة إلى الوراء في عمل الجمعيات التعاونية، مؤكداً في الوقت ذاته أهمية تعديل التوصية إلى دعم مشاركة المرأة كعضو مؤسس وعضو مجلس إدارة في كل مؤسسات المجتمع المدني. وقال برهان: «ربما كان غياب المرأة عن عضوية مؤسسات المجتمع المدني بما فيها الجمعيات الخيرية والجمعيات التعاونية، سبباً رئيساً في عدم نجاح تلك المؤسسات في تلبية تطلعات المجتمع منها، موضحاً أن احتكار الرجال للجمعيات والتوصيات ليس مبرراً أو ناجحاً في هذه المرحلة التي تعيشها السعودية، إذ أثبتت المرأة قدرتها على النهوض بالتنمية إلى جانب الرجل وأحيانا أفضل منه في مجالات عدة. فيما عدت الناشطة الاجتماعية والمتحدثة في الملتقى الدكتورة نادية باعشن هذه التوصية خطوة سلبية ناتجة من هاجس مسيطر على كل خطوة تتخذ في شأن المرأة وهو هاجس الاختلاط، مؤكدة أن هاجس الاختلاط هذا «مجرد تشويش ذهني على وضع الخطط التنموية، وعامل مستهجن ودخيل على مفاهيمنا وتقاليدنا وشريعتنا الإسلامية». وأكدت أنها ضد هذا الفصل بين الجنسين أو إنشاء جمعيات تعاونية نسائية مستقلة، خصوصاً في ظل شكوى الجمعيات كافة من ضعف التمويل. وقالت: «من غير المنطقي أن نشكو ضعف التمويل، ثم بدلاً من تقليص المصاريف بدمج الجمعيات النسائية والرجالية، نسعى إلى خلق مصاريف جديدة بفتح جمعيات نسائية مستقلة». واعتبرت الدكتورة باعشن أن المناداة بالفصل في كل مناسبة أشبه بحركة ناشئة في المجتمع السعودي هدفها إعاقة المرأة لا تطبيق الدين أو حرصاً عليه. كما انتقد كل من مدير الشؤون الاجتماعية في المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل ووزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون والمستشار القانوني خالد المهيدب غياب المرأة عن المشاركة في الجمعيات التعاونية القائمة، مؤكدين أن النظام لا يمنع المرأة من ذلك، بل إنه يعطي كل مواطن أياً كان جنسه الحق في المشاركة والتأسيس والعمل في مختلف مؤسسات المجتمع المدني. وكان ملتقى الجمعيات التعاونية ختم فعالياته أمس، موصياً الجمعيات التعاونية بالتوسع في تدريب وتوظيف السعوديين والسعوديات بالاستفادة من دعم صندوق تنمية الموارد البشرية، وتشجيع تأسيس جمعيات تعاونية في المجالات التعاونية غير القائمة مثل النقل التعاوني والصحة والرياضة والإسكان. كما طالب المشاركون في الملتقى الذي نظمه مجلس الجمعيات التعاونية السعودية تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية، واستضافته الجمعية التعاونية لموظفي الخطوط السعودية بضرورة دعم مجلس الجمعيات التعاونية من الجهات ذات العلاقة لتمكينه من أداء دوره في النهوض بالحركة التعاونية في المملكة، مؤكدين ضرورة تشجيع الجمعيات على فتح آفاق جديدة لتدريب الشبان والشابات وتشجيع مبادراتهم بالاستفادة من التسهيلات التي يقدمها الصندوق الخيري الاجتماعي. وطالب الملتقى بإطلاق حملة إعلامية من خلال مجلس الجمعيات التعاونية للتوعية بأهمية العمل التعاوني ودوره المهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.