أعلنت نائب منسق مكافحة الإرهاب للشؤون الإقليمية والدولية في وزارة الخارجية الأميركية ماري ريتشاردز أن الولاياتالمتحدة «تراقب بدقة شديدة» عناصر تنظيم «داعش» المتشدد الذين ينشطون خارج مدينة سرت الليبية، فيما يواجه التنظيم الهزيمة في معقله في شمال أفريقيا. وقالت ريتشاردز: «أحرزت القوات الليبية تقدماً كبيراً، لكن المعركة كانت شرسة جداً وتكبدوا خسائر فادحة». وأضافت: «نحن على ثقة كبيرة بأنهم في فترة وجيزة سيتمكنون من القضاء على أي تهديد قادم من سرت». لكن ريتشاردز قالت إن هناك حتماً عناصر فروا وتشتتوا في أنحاء ليبيا. وأضافت: «نحن نراقب عن كثب إلى أين ذهبوا». ويقول مسؤولون وقادة ليبيون إن بعض متشددي «داعش» فروا من سرت في المراحل المبكرة من العملية العسكرية هناك. ورغم أن سرت كانت المدينة الوحيدة التي خضعت لسيطرة «داعش» في ليبيا، فإن التنظيم وُجد في مناطق أخرى من البلاد. وقالت ريتشاردز: «داعش في تراجع في العراق وسورية، ولكن في تلك المنطقة أيضاً في ليبيا نرى أن المتشددين يتعرضون لضغط كبير». وتابعت: «لكن هناك مَن جُندوا محلياً وبإمكانهم تنفيذ هجمات إرهابية من دون أن يتنقلوا. تهديد داعش سيستمر لكنه سيأخذ نمطاً مغايراً». وأشادت ريتشاردز خلال زيارتها الجزائر بدور ذلك البلد في تنظيم مؤتمر لمكافحة الإرهاب هذا الأسبوع. وقالت إن المؤتمر الذي عُقد في العاصمة الجزائرية أدى إلى «تبادل قوي للمعلومات ونقاشات خاصة في ما يتعلق بالإرهابيين العائدين لبلادهم». إلى ذلك، دوى إطلاق النار في العاصمة الليبية طرابلس أول من أمس، وحشدت جماعات مسلحة أسلحتها الثقيلة واتخذت مواقع في أجزاء عدة من المدينة. وكثيراً ما تدور اشتباكات بين الفصائل المسلحة التي تمسك بزمام السلطة الفعلية في العاصمة لكن إطلاق النار الأخير الذي لم تتضح أسبابه، كان أكثر كثافة من المعتاد وشوهدت دبابات وقوافل مسلحة في بعض المناطق. وشوهدت مركبات عسكرية تحتشد قرب فندق ريكسوس الذي كان يُفترض أن يكون مقراً لهيئة اشتراعية جديدة بموجب الاتفاق الذي أوجد حكومة الوفاق، وأُغلقت المتاجر في المنطقة. وأمكن أيضاً مشاهدة مركبات عسكرية ودبابات في حي باب بن غشير وحي أبو سليم، ووردت أنباء عن وقوع اشتباكات في حي أبو سليم وحي الهضبة. وأصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بياناً عبّرت فيه عن «القلق من تصاعد العنف بين المجموعات المسلحة في طرابلس». وأكد البيان أن فرنسا «على اتصال وثيق برئيس وزراء (حكومة الوفاق الوطني) فائز السراج وتدعم جهوده لاستعادة سلطة الدولة خاصة في طرابلس». ووقعت اشتباكات متقطعة وغارات جوية أول من أمس، حول حي قنفودة المحاصر في بنغازي وهو من أواخر معاقل ميليشيات المتشددين التي تقاتل قوات الجيش الوطني الليبي التي يقودها المشير خليفة حفتر. وقال مسؤول طبي إن 11 جندياً قُتلوا وأصيب 36 خلال يومين من القتال.