«كل شيء مسموح وممكن في الولاياتالمتحدة للسياسيين والإعلاميين». ويضيف تعليق لقارئ مجهول نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة «واشنطن بوست» ان «المهم تسويق الصورة وتظهيرها بين وقت وآخر». والمثال على ذلك البرنامج الإخباري السياسي الجديد الذي بدأت محطة «سي ان ان» بثه ليل الإثنين ويقدمه ايليوت سبيتزر حاكم نيوورك السابق الحليف السياسي لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، الذي سقط عن عرشه اثر ارتباطه ببائعة هوى، والإعلامية المحافظة كاتلين باركر، التي قيل انها ساهمت في اسقاط سارة بالين مرشحة الحزب الجمهوري لمنصب الرئيس في معركة 2008. وتباينت ردود الفعل على البرنامج المسلي وما اذا كان مسموحاً لسبيتزر باستغلال الشاشة لاستعادة ثقة الناس او لباركر لتلعب دوراً في اختيار شخصية الرئيس المقبل للولايات المتحدة كما تطمح او حتى لإبعاد بالين عن سلم الخيارات. وكان سبيتزر عُرف باسم «الزبون 9» لبائعة الهوى آشلي ديبرين التي عُرفت باسم كريستن، وشن عند توليه منصب النائب العام لولاية نيويورك حملة على الجريمة المنظمة وعصابات وول ستريت، سمحت له بالحصول على لقب «الرجل النظيف». وما لبث ان سقط بيد الإعلام المرئي والمكتوب عند كشف قصة خياناته المتكررة مع فتيات شبكات دعارة سرية. وباركر صحافية مرموقة تكتب مقالاً تسوقه صحيفة «واشنطن بوست» في وسائل عدة من الإعلام الأميركي، وفازت في نيسان (ابريل) الماضي بجائزة «بوليتزر» وأثارت زوبعة بسبب كتابها الصادر في 2008 بعنوان «أنقذوا الرجال، أين اهميتهم، ولماذا يجب على النساء الاهتمام بهم؟». ومع انها محافظة الاتجاه الا انها اثارت غضب الحزب الجمهوري خلال معركة الرئاسة الأميركية عندما كتبت تقول «ان على سارة بالين الاستقالة والتخلي عن مساعيها للوصول الى منصب نائب الرئيس لأنها غير مؤهلة لذلك». وما لفت النظر في البرنامج السياسي، ويحمل اسم «سبيتزر باركر»، ان المذيع هاجم الرئيس باراك اوباما وطالبه بطرد وزير الخزانة تيموتي غايتنر في حين عادت باركر الى التهجم على طموح بالين «الساعية هذه المرة لتكون سيدة البيت الأبيض» كما قالت. وفي المائدة المستديرة، التي جمعت مقدمي البرنامج مع الضيوف دافع سبيتزر عن الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون في حين قالت باركر «انها تعتقد بأن من الخطأ محاكمته بسبب علاقته مع موظفة البيت الأبيض مونيكا لوينسكي»! ولاحظ هاوارد كيرز المعلق اليميني في «واشنطن بوست» ان باركر وسبيتزر تناغما جداً خلال تقديم البرنامج»، مشدداً على ان كاتلين تجنبت انتقاد سبيتزر عندما كُشفت خيانته في آذار (مارس) 2008 ولاحظ ان زوجها ووالد ابنائها الثلاثة يعيش حالياًً في ساوث كارولينا بينما تنتقل هي وفق مقتضيات البرنامج وأطلق عليها اسم «رفيقة سبيتزر». صحيفة «نيورورك تايمز» نقلت عن نجم «سي أن أن» لاري كينغ قوله «ان سبيتزر وباركر جمعهما حب المغامرة وتغازلا بحياء امام الكاميرا. اعتقد ان ما يجمعهما هو الحرارة وضوء القمر». وأشارت الصحيفة الى ماضي سبيتزر ملمحة الى طموحاته السياسية المستقبلية وتساءلت عن اهدافه وما اذا كان برنامجه الجديد سيقود الى برامج تلفزيونية تُشبه ما اقتبسه المخرجون بعد «فضيحة بائعة الهوى كريستن» لإنتاج برنامج «المرأة الفاضلة» والبرنامج التلفزيوني الوثائقي الذي بدأ بثه الأميركي امس بعنوان «الزبون 9: صعود اليوت سبيتزر وسقوطه». وكان من بين ضيوف البرنامج احد محللي نشاطات وول ستريت كان سبيتزر كشف ارتباطاته غير المشروعة مع رجال المصارف ومنعه من ممارسة المهنة، لكنه نجح اخيراً في التحول الى رئيس تحرير مجلة تهتم بالثرثرة على المصرفيين في نيويورك. ووفق «نيويورك بوست» يبدو ان برنامج «سبيتزر باركر» المسائي هو رد «سي أن أن» على برنامج «صباح الخير جو» على شبكة «أم أس أن بي سي» الذي يعتمد صيغة مماثلة ويستهدف استعادة المشاهدين الى الشبكة من بين مئات الآلاف هجروها الى مواقع الدردشة على الإنترنت.