تتجه الأنظار غداً (السبت) إلى ملعب كامب نو في برشلونة الذي سيكون مسرحاً للكلاسيكو الأكثر شعبية في العالم بين الغريمين التقليديين برشلونة حامل اللقب وريال مدريد المتصدّر، في افتتاح المرحلة الرابعة عشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم. وكما درجت العادة منذ بدء "الحرب الكروية" بين الناديين الكاتالوني والملكي، تكتسب مواجهات الكلاسيكو أهمية كبيرة بالنسبة إلى الفريقين وتحفل دائماً بالندية والإثارة واللعب القتالي الذي يتخطى الحدود القانونية أحياناً. وغالباً ما يعتبر الفائز بمثابة "بطل"، أكان في الدوري أو مسابقة الكأس، وحتى المسابقة القارية العريقة دوري أبطال أوروبا إذ تشتدّ المنافسة بين الناديين الأكثر تتويجاً في إسبانيا محلياً وقارياً. والتقى الفريقان 264 مرة في كل المسابقات والمباريات الودية، ففاز ريال مدريد 97 مرة وبرشلونة 109 وتعادلا 58 مرة. ولا تختلف مواجهة الغد عن سابقاتها وستكون حاسمة للطرفين، خصوصاً برشلونة الذي يدخلها تحت ضغوطات كبيرة بسبب نتائجه المخيبة في الآونة الأخيرة، وآخرها سقوطه في فخ التعادل في مباراتيه الأخيرتين في الدوري أمام ملقة وريال سوسييداد، إضافة إلى تعثّره المخيّب أمام هيركوليس المتواضع 1-1 أوّل من أمس الأربعاء في ذهاب الدور الأول لمسابقة كأس إسبانيا. وأهدر برشلونة 4 نقاط في المرحلتين الأخيرتين ما وسع الفارق بينه وبين ريال مدريد إلى 6 نقاط، وبالتالي فإن أي تعثر غداً سيعزز فرص النادي الملكي في الظفر باللقب الذي يلهث وراءه منذ عام 2012. وكسب ريال مدريد بقيادة مدربه الفرنسي زين الدين زيدان 15 نقطة أكثر من برشلونة في "الليغا" منذ الكلاسيكو الأخير بين الفريقين في نيسان (أبريل) الماضي، والذي حسمه النادي الملكي لصالحه 2-1 على ملعب كامب نو. كما حافظ على سجله خالياً من الهزائم في مبارياته ال31 الأخيرة في مختلف المسابقات. وعانى برشلونة كثيراً من الإصابات في صفوفه خصوصاً صانع ألعابه الدولي أندريس إنييستا الغائب منذ 22 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، لكنه سيسجّل عودته غداً، ما يرجح أن يعطي دفعة معنوية كبيرة للاعبي المدرّب لويس إنريكي. وشدّد مدافع برشلونة جيرار بيكيه على أهمية مباراة الغد، قائلاً "نحن مطالبون السبت باللعب أفضل من ريال مدريد. يمكن أن يخسروا ولكن ليس نحن". ويحقق برشلونة أسوأ بداية له منذ تسعة مواسم، بيد أن مدرّبه قلّل من شأن الإنتقادات التي توجهها وسائل الإعلام إلى فريقه، مذكراً بالبداية المخيبة لموسم 2015، والذي أنهاه بإحراز الثلاثية. وقال إنريكي: "لا زلنا مرشحين لنيل كل الألقاب، ولكن بالطبع يتعين علينا تأكيد ذلك"، مضيفاً "نحن نعاني بالفعل ولكن لا يجب المبالغة". ويسابق الجهاز الطبي لبرشلونة الوقت من أجل تأهيل بيكيه وجوردي ألبا لخوض المباراة بعدما عانيا في المباراة الأخيرة ضد ريال سوسييداد. وحرص إنريكي على إراحة أبرز نجومه في المباراة الأخيرة ضد هيركوليس في الكأس، وفي مقدمهم قوته الهجومية التي سيعول عليها كثيراً في الكلاسيكو: الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار دا سيلفا والأوروغوياني لويس سواريز. ويدرك برشلونة أنّ أي تعثر قد يكلفه المركز الثاني خصوصاً وأن شريكه إشبيلية يخوض اختباراً سهلاً أمام مضيفه غرناطة الأخير. في المقابل، يحل النادي الملكي ضيفاً في "كامب نو" لتأكيد نتائجه الرائعة في الآونة الأخيرة وبهدف تحقيق الفوز السابع توالياً في "الليغا" وقطع خطوة كبيرة في استعادة اللقب الغائب عنه منذ 2012. إلاّ أنّ النادي تلقّى ضربة موجعة قبل "الكلاسيكو" بإصابة جناحه الويلزي غاريث بايل الذي خضع لجراحة وسيغيب أربعة أشهر. ولن يكون بايل الغائب الأبرز عن الكلاسيكو، فهو لحق بصانع ألعاب المنتخب الألماني طوني كروس، بيد أنّ زيدان نجح في إيجاد التوليفة في غيابهما من خلال الدفع بلوكاس فاسكيز وايسكو، اللذين نجحا بشكل كبير في سدّ الفراغ على غرار الكرواتي ماتيو كوفاسيتش الذي أبدع في خلافة البرازيلي كاسيميرو المصاب. وعاد كاسيميرو إلى الملاعب أوّل من أمس الأربعاء وخاض مباراة الإياب ضد كولتورال ليونيسا من الدرجة الثالثة (6-1)، وسيكون إحدى الأوراق الرابحة في الكلاسيكو إلى جانب الثنائي البرتغالي كريستيانو رونالدو هداف الليغا (10 أهداف) والفرنسي كريم بنزيمة. ويبرز غداً أيضاً "الكلاسيكو المصغر" بين أتلتيكو مدريد وإسبانيول برشلونة. فالأول يحتلّ المركز الرابع واستعاد التوازن بعد خسارتين متتاليتين، فيما يقبع الثاني في المركز الثاني عشر لكنه لم يخسر مبارياته السبع الأخيرة (3 إنتصارات و4 تعادلات). ويلعب غداً أيضاً ليغانيس مع فياريال. وتستكمل المرحلة بعد غد الأحد بلقاءات ريال بيتيس مع سلتا فيغو، وأتلتيك بلباو مع إيبار، وألافيس مع لاس بالماس، وسبورتينغ خيخون مع أوساسونا، وفالنسيا مع ملقة، على أن تختتم الإثنين المقبل بلقاء ديبورتيفو لا كورونيا مع ريال سوسييداد.