ممّا لا شكّ فيه أنّ المبارزة الأهمّ في مواجهة ريال مدريدوبرشلونة يختصرها لاعبان استحوذا على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم في نسخها الثماني الأخيرة: البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي. في ما يأتي أبرز المواجهات الثنائية المرتقبة على ملعب "كامب نو" في برشلونة، بدءاً من الساعة 15:15 بتوقيت غرينيتش السبت. يأتي توقيت المباراة مثالياً، إذ يسبق بزهاء 10 أيام موعد منح الكرة الذهبية لأفضل لاعب كرة قدم في العالم 2016، وهي جائزة أحرزها ميسي خمس مرات أعوام 2009 و2010 و2011 و2012 و2013، ورونالدو ثلاثاً في 2008 و2014 و2015. يتنافس النجمان في كل شيء: الملعب، الاستقطاب المالي والإعلاني، ورمزية تحقيق إنجازات غير مسبوقة. استحوذ اللاعبان بلا منازع على جائزة أفضل لاعب في العالم منذ 2008. وعلى الرغم من علاقتهما الجيدة خارج المستطيل الاخضر، إلا أنّ المنافسة بينهما تبلغ أوجّها في الملعب، أكان على مستوى النادي أم المنتخب. في أيار (مايو)، أحرز ميسي مع برشلونة ثنائية الدوري والكأس في إسبانيا، فردّ رونالدو في نهاية الشهر نفسه بإحراز دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد. في حزيران (يونيو)، خسر ميسي مع الأرجنتين نهائي "كوبا أميركا"، ومنح رونالدو بلاده بعد شهر، أوّل ألقابها في بطولة الأمم الأوروبية. ويقرّ مدرّب ريال مدريد الفرنسي زين الدين زيدان بمكانة اللاعبين. ويقول: "في أي حال من الأحوال، سيكونان لاعبين إستثنائيين، ولكلّ منهما طريقته"، مرجحاً نيل رونالدو هذه السنة جائزة أفضل لاعب. يضيف: "رونالدو يحقق أموراً غير معقولة. آمل في أن يواصل ذلك ويظهر السبت أيضاً ما هو قادر على تحقيقه". ويتصدر رونالدو حالياً ترتيب هدافي "الليغا"، بفارق هدف واحد عن ميسي. إلا أنّ الأخير لا يزال أفضل مسجل في تاريخ الكلاسيكو (21 هدفاً)، متفوقاً بخمسة أهداف على غريمه البرتغالي. يمتلك الناديان إثنين من أفضل لاعبي الوسط وممرري الكرات في العالم: أندريس إنييستا (32 عاماً) مع برشلونة، وفرنسيسكو ألاكرون "إيسكو" (24 عاماً) مع ريال مدريد. ينظر إلى إيسكو بشكل كبير على أنه خليفة إنييستا في وسط منتخب إسبانيا. إنضمّ إلى النادي الملكي في 2013 مقابل 30 مليون يورو، ويرجّح أن يشارك أساسياً السبت في غياب الويلزي غاريث بايل. قدّم إيسكو أداءً جيداً في "دربي" العاصمة الإسبانية الشهر الماضي ضدّ أتلتيكو مدريد، والذي حسمه ريال 3-صفر. ووصف زيدان أداء إيسكو في المباراة بالإستثنائي، مشيراً إلى أنّه "لم يخسر أي كرة في الشوط الأول. هذا أفضل مركز له، خلف كريستيانو". أما إنييستا، فأصيب في ركبته اليمنى في نهاية تشرين الأول (أكتوبر)، إلا أنه تمكن من الإبلال منها والتحضر للمشاركة في مباراة السبت، علماً أنه يحظى بأكبر عدد من المشاركات في الكلاسيكو (33 مباراة) من بين اللاعبين الحاليين في الناديين. في تشكيلة المنتخب، يشكّل سيرخيو راموس (ريال مدريد) وجيرار بيكيه (برشلونة) ثنائياً من الأصلب في قلب الدفاع: ثبات في المواجهات مع المهاجمين، سرعة في الانطلاق، وسيطرة على المبارزات الهوائية. أمّا في "الكلاسيكو"، فتفرض شخصية كلّ من اللاعبين نفسها على أرض الملعب، من دون أن تنعكس سلباً على علاقتهما الشخصية. فعلى الرغم من إصابتيهما، راموس في الركبة وبيكيه في الكاحل، خلال الأسابيع الماضية، شجّع اللاعبان بعضهما البعض عبر "تويتر". وقال راموس متوجّهاً لبيكيه: "نعتمد عليك بطبيعة الحال، إلا أنّ النقاط الثلاث ستكون لنا"، ليرد الأخير: "سنكون كلّنا هنا وليفز الأفضل".