شهد حي المونسية (شرق الرياض) ملاسنات ومشادات كلامية بين مواطنين وبائعين في سوق الأغنام كادت أن تؤدى إلى التشابك بالأيدي بينهم، عندما اذتهم رائحة الأغنام في الحي الذي يسكنونه وبالقرب من منازلهم. وقال المواطنون في حديثهم ل«الحياة»: «اتخذ بائعو الأغنام (الحارة) مكاناً لمزاولة تجارة بيع المواشي داخل الحي الذي يسكنونه، مما تسبب بانبعاث روائح كريهة، كما جلبت الأمراض لهم ولأبنائهم»، وزاد غضب المواطنين عندما بدأ أبناؤهم الصغار يتأذون من تلك الروائح التي تنبثق من «السوق» داخل حيهم السكني، وأضافوا أنهم «حاولوا الحديث مع بائعي الأغنام، وأن ما يقومون به مخالفة صريحة لتعليمات أمانة مدينة الرياض وأنه يتوجّب عليهم البيع خارج النطاق العمراني، إلا أنهم لم ينصاعوا، وتجاهلوا تلك النصائح». وأكد المواطنون في عريضة شكوى (حصلت «الحياة» على نسخة منها) أنهم طرقوا أبواب المسؤولين في الأمانة، وقدموا شكواهم عبر رقمهم الخاص لتلقي الشكاوى، ولكن - على حد قولهم - لم يتلقوا أي تجاوب يذكر، وأضافوا: «فقدنا الأمل بتجاوب المسؤولين في الأمانة مع شكوانا التي تقدمنا بها، بعد أن خصص بائعو الأغنام سوقاً لهم داخل الحي الذي نسكنه، مما ترتب على ذلك انتشار الروائح الكريهة من تلك الأغنام في الحي بشكل كثيف، وتسبب في جلب الأمراض لهم ولأبنائهم الصغار»، مشيرين إلى أنهم خاطبوا الأمانة لكي تتدخل وتعاقب المخالفين إلا أنهم لم يتجاوبوا مع شكوى المواطنين منذ فترة طويلة، إذ إنهم حاولوا إقناع بائعي الأغنام أن الطريقة التي يتبعونها مخالفة صريحة للنظام. وناشد المواطنون أمير منطقة الرياض بالتدخل وإنهاء معاناتهم من تلك الروائح الكريهة ومحاسبة المقصرين في الجهة المسؤولة عن ذلك، وتشكيل لجنة تحقيق بهذا الخصوص، وأن ينهي معاناتهم مع هذه السوق المخالفة، مؤكدين أن لديهم أدلة وإثباتات تؤكد صدق كلامهم على تقديمهم الشكوى للأمانة، إذ إن بائعي الأغنام في الحي كسروا الحاجز الذي وضعته الأمانة حول الأرض التي تعود ملكيتها ل«البلدية» ضاربين الأنظمة عرض الحائط. بدوره، أكد المواطن خالد عويش في حديث ل«الحياة» أن بائعي سوق الأغنام تسببوا لهم بمعاناة مع الأمراض من الروائح التي تنبثق من هذه السوق أثناء بيعهم للأغنام داخل الحي، وقال: «تقدمنا بشكوى لأمانة مدينة الرياض، ولكن مع الأسف لم يتجاوبوا مع مطالبنا التي تقدمنا بها»، وأضاف: «إنهم يقومون ببيع الأغنام طوال الأسبوع وعلى مدار الساعة من دون أي خوف أو عقاب من المراقبين من الأمانة عليهم، إذ إن البائعين فتحوا الحاجز الذي وضعته الأمانة من خلال إحضار شيول على حسابهم الخاص من دون أي رادع، مخالفين بذلك أنظمة الدولة والأمانة وغير مكترثين بذلك». وذكر عويش أنهم ناصحوا البائعين أن ذلك مخالف للأنظمة، ولكن من دون أي جدوى أو تجاوب منهم يذكر، كما بيّنا لهم أن هناك أمراض تنقلها الأغنام والأعلاف، إضافة إلى أن هناك بعض الحيوانات الميتة التي تسبب في انبثاق روائح عفنة لهم داخل الحي، ومع هطول الأمطار تتزايد تلك الروائح للحي، مطالباً أمانة الرياض بالتدخل السريع لحل المعضلة التي استمرت أشهراً عدة وإبعاد السوق عن الحي. من ناحيته، ناشد عزام عبدالحميد أمير منطقة الرياض بندر فيصل التدخل لإبعاد سوق الأغنام من الحي الذي يسكنونه، وقال: «نعاني من سوق الأغنام في الحي منذ أشهر عدة، وأنه تقدم بشكوى للأمانة، ولكن لم يتجاوبوا مع تلك المطالب»، لافتاً إلى أن الأرض في السابق كانت نظيفة، ولكن مع توافد بائعي الأغنام أصبحت ملجأً للأوساخ والقاذورات. من جانبها، أوضحت أمانة الرياض في ردها على «الحياة» أنها تتعامل مع جميع البلاغات من مركز الطوارئ 940، مؤكدة أنها تقوم بحملات مستمرة على جميع المواقع التي يتم فيها بيع الأغنام وممارسة الذبح العشوائي. وبينت أن فرق من البلدية الفرعية بمساندة من دوريات الأمانة والإدارة العامة لصحة البيئة تداهم هذه المواقع وتمنع البيع العشوائي والذبح في غير المواقع المخصص لها، منوهةً أنها تهيب بالمواطنين والمقيمين بالإبلاغ مباشرة عن أية مخالفات أو ملاحظات عن طريق الاتصال على مركز طوارئ الأمانة 940، وستباشر فرق الأمانة الرقابية هذه البلاغات.