كابول، قندهار – رويترز، أ ف ب - أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية امس، انها بدأت بتفكيك شركات الأمن الخاصة وأغلقت ثماني شركات بينها الاميركية «بلاكووتر» الشهيرة، كما صادرت أكثر من 400 قطعة سلاح. وأتت تلك الخطوة في إطار خطة للرئيس الافغاني حميد كارزاي تمهد لتسلم كل المسؤوليات الأمنية من القوات الأجنبية بحلول عام 2014. وقال الناطق باسم الداخلية الافغانية زيماراي بشاري إنه منذ أصدر كارزاي مرسوماً في هذا الشأن في آب (أغسطس) الماضي، وضعت خطة لعملية التفكيك المتوقع أن تستكمل بحلول نهاية هذا العام. وأضاف أن الأممالمتحدة والقوة الدولية للمساعدة في احلال الامن (ايساف) التي يقودها حلف شمال الأطلسي، أيدتا الخطة. وأضاف في مؤتمر صحافي ان «وزارة الداخلية تطبق هذه الخطة بجدية وحسم». ويستهدف هذا الاجراء بالدرجة الاولى، الجماعات المسلحة غير القانونية التي تعمل كشركات أمن خاصة والشركات التي تعمل بتراخيص موقتة وتلك التي ترافق القوات الأجنبية وأفرادها ضالعون في أعمال إجرامية وخروقات أمنية. وقال بشاري إن الحكومة أغلقت بالفعل شركة أمن أفغانية يعمل فيها 75 موظفاً وكذلك عدداً من المجموعات الأصغر التي ترافق القوافل. أما الشركات المعفاة من خطة التفكيك فتلك التي يعمل حراسها داخل مجمعات تستخدمها سفارات أجنبية وشركات عالمية ووكالات إغاثة وجمعيات خيرية. وقال الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الأميركية و «الأطلسية» في أفغانستان الاسبوع الماضي، إن كارزاي مستعد أيضاً للسماح للشركات العاملة داخل بعض المواقع الثابتة مثل محطات الطاقة بمواصلة العمل. وقال بشاري ان «الخطة موضوعة بطريقة لا تسبب فجوة أمنية وتتيح لنا في الوقت ذاته تفكيك شركات الأمن الخاصة». وأضاف أن بإمكان العاملين في تلك الشركات الانضمام الى قوات الأمن الأفغانية إذا شاؤوا. ونفى ان يكون لديه تقدير لإجمالي عدد الشركات لكن هناك 52 شركة مسجلة لدى الحكومة نصفها شركات أجنبية. وتقدر كابول أن هناك ما يصل إلى 40 ألف أفغاني يعملون لدى شركات الأمن التي ينظر إليها على أنها تنفذ عمليات أمنية خارج سيطرة الحكومة. ورؤية حراس تلك الشركات المسلحين تسليحاً مكثفاً وهم يجبرون السيارات على إفساح الطريق، من المشاهد الشائعة في شوارع أفغانستان. ويرى كثير من الأفغان أن هؤلاء الحراس يتمتعون بحصانة تقيهم من الإدانة في سلسلة من الفضائح وجرائم القتل وغيرها. وقال مصدر أمني أفغاني إن حكومة كارزاي حاولت العام الماضي من دون جدوى، أن تسجل هذه الشركات وتحدد كمية الأسلحة التي لديها ومصدرها وحجم هذا القطاع. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية العام الماضي إنها ستعيد النظر في تشغيل متعاقدين في سفاراتها بالخارج بعد فضيحة ضلوع حراس أمن في تحرش جنسي في سفارتها في كابول. على صعيد آخر، قال قائد شرطة ولاية هلمند (جنوب) إن ثلاثة مدنيين أفغان على الأقل بينهم طفل، قتلوا في غارة للحلف الأطلسي استهدفت قادة في حركة «طالبان» في الولاية. وهذا العام الاكثر دموية في أفغانستان منذ إطاحة «طالبان» في اواخر 2001. وتحاصر أعمال العنف المدنيين الذين يسقطون ضحايا للجانبين. وقال قائد الشرطة عبد الحميد انجار إن خمسة من قادة «المتمردين» واكثر من عشرة مقاتلين آخرين قتلوا في الغارة التي وقعت في منطقة ناد علي في الولاية التي تعد معقلاً ل «طالبان». وأضاف أن أربعة مدنيين أصيبوا في غارة جوية شنت لقتل المتشددين اثناء اجتماعهم. وقال عبدالحكيم انجار: «خلال العملية الجوية قتل 17 من طالبان بينهم خمسة من قيادات الحركة فضلاً عن ثلاثة مدنيين». وأكدت «ايساف» إنها على علم بتقارير عن وقوع خسائر بشرية بين المدنيين لكنها امتنعت عن التعليق على إجمالي عدد من قتلوا في غارة السبت، او العدد المحتمل للخسائر البشرية بين المدنيين.