قال وزير النفط السعودي علي بن إبراهيم النعيمي الجمعة إن المملكة تبني مجمعات صناعية متكاملة وتوسّع مجمّات أخرى في الجبيل ورأس الخير وجازان ووعد الشمال، مشيراً إلى أن حجم هذه المشاريع غير مسبوق وتمثل مستقبل المملكة. وقال النعيمي في كلمة ألقاها في معهد كلينخينديل للعلاقات الدولية في لاهاي بهولندا إن "السعودية تعمل على بناء مجمعات صناعية متكاملة أو تطويرها وتوسعتها في كلٍّ من الجبيل ورأس الخير في شرق المملكة، وفي منطقة جازان في جنوبها، ووعد الشمال في شمال المملكة". وأضاف أن المملكة تقوم بتطوير الصناعات البتروكيماوية من أجل إنتاج موادَّ يمكن استخدامها في مجالات الصيدلة، وصناعة الدهانات والأصباغ، والمنظفات، واللدائن (البلاستيك)، والسلع الاستهلاكية، في الوقت الذي تولي فيه المملكة اهتماما متزايدا لتحقيق أكبر عائد ممكن من ثرواتها المعدنية. وأوضح أن حجم هذه المشاريع بلغ حدوداً غير مسبوقة حيث ستعمل هذه المشاريع على دفع عجلة الاقتصاد السعودي، وتوفير العديد من الفرص الوظيفية لسكان المملكة، وفتح آفاق جديدة للمستثمرين وتمثل مستقبل السعودية، وهي جزءٌ من إستراتيجية انتقالية متكاملة تتبناها المملكة. وقال إن المملكة نجحت ولعدة عقود من الزمان في تصدير الموارد الطبيعية من نفط وغاز ومعادن إلى العالم بموثوقية تامة، مما ساعد في المقابل على تعزيز النمو الاقتصادي في المملكة والعالم على حدٍّ سواء. وفي سياق متصل أشار الوزير إلى أنه "حتى مرحلة قريبة كانت ذروة إنتاج النفط تشكل الخطر الأكبر الذي يواجه العالم، فقد حاولوا إيهامنا أن النفط سينفد من على وجه هذه البسيطة واكتشاف النفط الصخري أسهم في تكذيب هذه الخرافة"، مؤكداً "أننا لم نؤمن يوما بحقيقة ذروة إنتاج النفط وصدقيتها، كما إننا لا نؤمن بأن التطورات الأخيرة التي طرأت في مجال النفط الصخري تعني أننا سنغرق في بحار مائجة من النفط". وقال الوزير إن كلُّ ما أتى به النفط الصخري هو أنه أوجد شعوراً بالأمن لدى العملاء، وهذا أمرٌ إيجابي بكلِّ تأكيد. وفيما يتعلق بالطاقة، أكد النعيمي أن المملكة تعكف حالياً على بناء مجمعات متكاملة لتكرير النفط على أحدث طراز، من خلال تأسيس مشاريع مشتركة مع شركات عالمية مرموقة، وتعمل المملكة كذلك على تكامل هذه المجمعات مع مراكز صناعية جديدة ستعمل بدورها على تشجيع الفرص التجارية واستقطابها في جميع أنحاء المملكة. وأشار إلى الشركات مع شركة سوميتومو كيميكال اليابانية، وشركة توتال الفرنسية، وشركة داو كيميكال الأميركية.