واشنطن، إسلام آباد، لندن – أ ف ب - وعد السفير الباكستاني لدى الولاياتالمتحدة حسين حقاني بأن تفتح بلاده مجدداً، «فور ضمان أمنها»، حدودها لنقل إمدادات الى قوات الحلف الأطلسي (ناتو) التي تقاتل حركة «طالبان» في أفغانستان، فيما تشكل طابور طويل من الشاحنات على الحدود في ظل استمرار توقف حركة العبور لليوم الثالث على التوالي. وقال السفير الباكستاني: «القوافل التي تمر عبر ممر خيبر ستتحرك قريباً بعد ضمان أمنها». موضحاً أن إسلام آباد أمرت بإغلاق الممر لأسباب أمنية بعد الاستياء الذي أثاره مقتل جنودها في غارة شنتها مروحيات تابعة للحلف الأطلسي على منطقة القبائل انطلاقاً من أفغانستان، علماً أن الحلف أكد أن القصف الرابع لمنطقة القبائل خلال أيام قليلة اندرج في إطار الدفاع المشروع عن النفس. وتابع: «إذا تواصلت الإمدادات في وضع كهذا، يحتمل أن نواجه أوضاعاً أمنية يجب أن نعالجها»، علماً أن مسلحين هاجموا في جنوب البلاد أول من أمس 27 شاحنة تنقل إمدادات ومحروقات وتجهيزات مخصصة لقوة «الأطلسي» في أفغانستان. وفيما توقع المبعوث الأميركي الخاص الى باكستانوأفغانستان ريتشارد هولبروك صدور قرار قريب في المسألة، أكد مسؤول أمني كبير في بيشاور (شمال غرب) أن المفاوضات تتواصل بهدف تسوية المسألة. على صعيد آخر، اتهم الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف في مؤتمر صحافي عقده في لندن لإطلاق حزبه الجديد «الرابطة الإسلامية لعموم باكستان»، تمهيداً للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة المقررة عام 2013، بريطانيا والولاياتالمتحدة بارتكاب أخطاء في أفغانستان والفشل في القيادة من خلال إعلان سحب قواتهما من هذا البلد. وقال: «حركة طالبان يمكن أن تُهزم، لكن الزعماء الغربيين تسابقوا للإعلان عن سحب قوات بلادهم من أفغانستان بسبب خشيتهم من فقدان شعبيتهم». وزاد: «هناك خلل في القيادة، ولا أحد ينبّه الناس الذين يطالبون بسحب جنودهم من أفغانستان بأن هذه المطالب يمكن أن تشكل أسوأ القرارات وخطأً فادحاً»، مؤكداً إمكان إلحاق هزيمة بالحركة إذا توافرت الإرادة الحقيقية لدى الزعماء الغربيين».وعن استراتيجية محاربة «طالبان» في باكستان، أشار الى انه لا يملك أسلوباً جديداً لمواجهتها، «لكن الاستراتيجية الحالية لم تطبق كما يجب». وأعلن مشرف عزمه العودة إلى باكستان، رافضاً تكهنات بأنه سيواجه اتهامات بالخيانة، لكنه رجح احتمال أن يتعرض لخطر الاغتيال. وقال أمام عشرات من مؤيديه: «حان الوقت لنجعل باكستان دولة إسلامية حديثة وتقدمية»، متعهداً بأن يقوم حزبه ب «مهمة إنقاذ» لتغيير كل القادة الحاليين الذين «عجزوا عن إضاءة بصيص نور في الظلمة التي تسود باكستان»، ويُطلق «جهاداً ضد الفقر والأمية والجوع والتخلف والفساد والتطرف». واعترف مشرف بانه ارتكب أخطاء عندما كان في السلطة وخصوصاً في السنة الأخيرة لتوليه السلطة عام 2008، من دون أن يحددها. وقال: «أدرك أنني اتخذت بعض القرارات التي أدت الى انعكاسات سلبية». وأضاف: «انتهز الفرصة لأعتذر بصدق. تعلمت دروساً من هذه الأخطاء وإنني واثق من عدم تكرارها». وكان مشرف حذر خلال الأسبوع الجاري من أن باكستان تواجه خطر وقوع انقلاب على الرئيس آصف علي زرداري الذي يواجه حركات تمرد وتدهور في الأوضاع الاقتصادية والفيضانات التي ضربت أجزاء كبيرة من البلاد.