مع بدء العام الدراسي الجديد، فوجئ مدير ومعلمو مدرسة عبدالله بن أبي السرح الثانوية في محافظة جدة بنهر جارف من المياه الملوثة، ومياه الصرف الصحي الآسنة يمتد أمام بوابة المدرسة الرئيسة، يتحرك باتجاه منافذ دخول الطلاب إليها، ليغلق الشارع العام بها، ويعيق حركة المارة والسيارات فضلاً عن حركة الدخول والخروج منها وإليها. وأوضح مدير المدرسة محمد العوام ل «الحياة» أن إدارة المدرسة خاطبت البلدية الفرعية للحي الذي تقع فيه المدرسة وعلى مدار يومين كاملين ولكن من دون جدوى، كما أن جميع الاتصالات التي أجراها وكيل المدرسة بأقسام «البلدية» المختلفة باءت بالفشل، مشيراً إلى أن المشكلة ربما تتفاقم وتصبح ذات أبعاد خطرة صحياً وبدنياً على الطلاب، خصوصاً إذا لم تحل المشكلة قبل عودتهم إلى مقاعد الدراسة مطلع الأسبوع المقبل. وشدد على أن المدرسة ستستمر في مخاطبة «البلدية» حتى يتم تلافي المشكلة وحلها، لافتاً إلى أن الخطر الداهم الذي ينبع من هذه الإشكالية ما تسببه هذه «الطفوحات المائية» من أمراض معدية ومزمنة نتيجة انبعاث الروائح الكريهة، كون أن غالبية هذه الطفوحات تعد مياهاً آسنة، ومياه صرف صحي تعج بالكثير من المخلفات والأمراض المعدية. وأفاد العوام أن المشكلة التي تواجهها مدرسته حالياً ليست الأولى من نوعها، إذ تسببت إحدى السيارات المحملة بمادة «الديزل» العام الماضي في خلق جو من الاختناق والإزعاج والروائح الكريهة للطلاب والمعلمين داخل الممرات والفناء، بسبب وقوفها بشكل دائم وفوضوي أمام بوابة المدرسة، ما اضطرنا إلى مخاطبة الجهة المسؤولة لمحاولة إيجاد حل لهذه المشكلة، التي استطاعت بعد ذلك إنهاءها تماماً، وإبعاد تلك السيارة عن محيط المدرسة. بدوره، أكد المعلم يحيى القحطاني أنه فوجئ مع أول يوم من أيام العام الدراسي الجديد، ومع دخوله من بوابة المدرسة الرئيسة بالطفوحات المائية الجارية التي غطت أرجاء الشارع بالكامل، وشوهت المنظر العام للقادم إلى المدرسة، ورسمت صورة سيئة من الإهمال واللامبالاة من الجهات المسؤولة عن حدوث مثل هذه الطفوحات، مشيراً إلى أن المشكلة استمرت من دون تدخل أي جهة لحلها وتخليص المدرسة من براثن مضاعفاتها الخطرة. وأبان أن عامه الدراسي في هذه المدرسة يعد الأول، وأن بعضاً من زملائه أخبروه أن هذه المشكلة تأتي بسبب ما تفرغه «وايتات» الشفط من مياه الصرف وبعض المياه الآسنة في إحدى الحدائق المجاورة للمدرسة، لافتاً إلى أن المعلومات تؤكد أن غالبية المياه المنقولة التي تحملها تلك «الوايتات» تأتي من بحيرة الصرف الصحي مباشرة، أو بعض تجمعات مياه الصرف في مواقع عدة. من جانبها، حاولت «الحياة» الاتصال بمسؤولي البلدية المشرفة التي تقع ضمن إطارها المدرسة، لمعرفة مسببات حدوث هذه المشكلة، وعدم الإسراع في حلها حتى الآن من دون أن يرد أحد على اتصالاتها، أو تجد إجابة واضحة لجميع التساؤلات التي فرضتها هذه المشكلة.