رصد علماء فلك تكتل ضخم يختبئ وراء الضباب الكثيف لمجرة درب التبانة، يضم العديد من مجموعات المجرات، وكل مجموعة منها تضم مئات أو آلاف المجرات، وأطلق العلماء على هذا التكتل اسم «فيلا» (Vela). وقالت عالمة الفيزياء الفلكية من جامعة كيب تاون بجنوب أفريقيا ريني كران-كورتويغ، إنها لم تصدق وجود هذا التكتل الضخم على نحو بارز بعد مراقبة تلك المنطقة من الفضاء، وقد يبدو من الصعب تصديق أن هذا التكتل الضخم مر كل هذه السنين من دون أن يلاحظه أحد، لكن الأمر يصبح منطقياً إن أخذنا في الاعتبار أين نعيش. وتضم مجرتنا درب التبانة أكثر من 100 بليون نجم وتريليونات الكواكب وغيوماً ملونة من الغاز والغبار، الأمر الذي يوفر فرصة جيدة لدراسة الأجسام المفردة مثل الثقوب السوداء وتشكل الأنظمة النجمية الغريبة والكواكب القابلة للسكن خارج النظام الشمسي، لكن في المقابل تقف كل هذه الأشياء عائقاً أمام علماء الفلك الذين يحاولون استكشاف ما بعد مجرتنا التي يبلغ قطرها مئة ألف سنة ضوئية. ولتجاوز هذه العوائق جمعت كران-كورتويغ وزملاؤها الأرصاد من تلسكوبات عدة، وهي تلسكوب «ساوث أفريكان لارج تيليسكوب» قرب كيب تاون، وتلسكوب «أنجيلو-أستراليان تيليسكوب» قرب سيدني، ومسوحات بالأشعة السينية للمسطح المجرِّي، وفق ما ذكرت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا». وباستخدام البيانات التي جمعوها حسبوا السرعة التي تتحرك بها كل مجرة فوق وأسفل المسطح المجري بعيداً من الأرض، فاكتشفوا ما يدل على أنها تتحرك معاً، مما يشير إلى أن العديد من المجرات لا يمكن رؤيتها. وقالت عالمة الفيزياء الفلكية من جامعة ويسترن كيب ميشيل كلفر: «من الواضح أننا نكتشف شبكة هائلة من المجرات، تمتد أبعد بكثير مما توقعناه». ويقدر الباحثون أن تكتل «فيلا» الهائل يضم تقريباً 8600 مجرة، وبالقياس إلى أن كل مجرة تضم نحو 100 بليون نجم يقدر الباحثون أن التكتل يمكن أن يضم ما بين ألف وعشرة آلاف تريليون نجم.