جوبا - أ ب، ا ف ب، رويترز- حذّر رئيس إقليمجنوب السودان سلفاكير ميارديت أمس الجمعة أمام حشود شعبية من إمكان عودة العنف «على نطاق واسع» إذا لم يُنظّم استفتاء الجنوب في موعده المحدد بعد 100 يوم. وعاد سلفاكير إلى جوبا، عاصمة إقليمالجنوب، في اختتام لقاءات عقدها في الأممالمتحدة في نيويورك ركّزت على تسليط الانتباه على الوضع في السودان مع اقتراب موعد الاستفتاء. وتوقع رئيس إقليمالجنوب مشاركة واسعة في الاستفتاء في الجنوب. وسيجرى استفتاء مماثل في الوقت ذاته مع استفتاء الجنوب لتحديد مصير منطقة أبيي وهل تنضم إلى جنوب البلاد أم إلى شمالها. وقال سلفاكير: «إن تأخير أو حرمان شعب جنوب السودان وأبيي من حق تقرير المصير يحمل معه مخاطر عدم استقرار خطير». وتابع: «ليس هناك من شك في أن هناك خطراً حقيقياً في العودة إلى العنف على نطاق واسع إذا لم يتم الاستفتاءان كما هو مقرر». وناشد سلفاكير أمام حشود تُقدّر بعشرة آلاف شخص، جيشا السودان وجنوب السودان والشعب السوداني عدم الاحتكام إلى الحرب، قائلاً إنه ليس جباناً ولكن فقط الذين لم يشاركوا في حروب هم يدعون إلى خوضها. وأكد أن الجنوب راغب في التفاوض مع الشمال. وسيلتقي قادة من شمال السودان وجنوبه خلال نهاية الاسبوع في إثيوبيا من أجل محاولة إيجاد حل لخلافاتهم في شأن الاستفتاء المقرر في كانون الثاني (يناير) المقبل. وأشارت وكالة «فرانس برس» إلى أن آلاف المتظاهرين الذين كانوا يرقصون ويلوحون بأعلام جنوب السودان، قطعوا السير في ضواحي مطار جوبا لاستقبال سلفاكير العائد من نيويورك. وسيختار سكان جنوب السودان في التاسع من كانون الثاني (يناير) خلال استفتاء حول تقرير المصير بين استقلالهم والبقاء موحدين مع شمال السودان. وهذا الاستفتاء هو أحد البنود الأساسية لاتفاق السلام الذي أنهى في عام 2005 حرباً أهلية استمرت أكثر من عقدين بين الجنوب والشمال. وأسفرت هذه الحرب عن مقتل مليوني شخص وقد أججتها خلافات اثنية ودينية وسياسية واقتصادية بين المنطقتين. ودعا سلفاكير الذي أطلق حمامتين بيضاويتين ترمزان إلى السلام، السكان الى التصويت بكثافة في الاستفتاء. وقال: «لا يحصل الاستفتاء سوى مرة واحدة، وإذا ما أضعتم هذه الفرصة فإنها ستضيع إلى الأبد». وأوردت وكالة «رويترز»، من جهتها، أن النتائج المحتملة للاستفتاء تتراوح من السيناريو الأسوأ وهو عودة الحرب بين الشمال والجنوب إلى فترة من التحول الاجتماعي والاقتصادي على جانبي الحدود في أفضل الأحوال، مما قد يسبب حالة من التشكك بين المستثمرين. وفي الأسبوع الماضي أكد زعماء الشمال والجنوب لواشنطن والأممالمتحدة أن الاستفتاء المنصوص عليه في اتفاق السلام سيجري سلماً وفي موعده. ولكن في غضون أيام صعّد عدوا الحرب الأهلية السابقان من تصريحاتهما. ويقول محللون إن الثقة بين الجانبين في أسوأ مستوياتها. وتشمل أصول السودان، وهو أكبر دولة أفريقية، ملايين الأفدنة من الأراضي الخصبة التي قد تصبح سلة غذاء لمنطقة الشرق الأوسط وذهباً ونفطاً ومياه نهر النيل، إلا أن المستثمرين الذين بدأوا في ضخ الأموال في خضم فورة الحماسة التي أعقبت اتفاق السلام بين الشمال والجنوب عام 2005 سيكونون حذرين في ضوء الغموض المحيط بالاستفتاء الوشيك. وتساءلت الوكالة هل «هو الهدوء الذي يسبق العاصفة؟»، مشيرة إلى أن حزب المؤتمر الوطني الذي يهيمن على الشمال والحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمنة على الجنوب عززا قبضتيهما القوية بالفعل كلٌ في منطقته من خلال تحقيق انتصارات ساحقة في انتخابات نيسان (أبريل) الماضي.