كيتو – أ ب، رويترز، أ ف ب - استقال قائد الشرطة الاكوادورية الجنرال فريدي مارتينيز امس، فيما فرضت وحدات عسكرية الامن في البلاد، بعد إنقاذ الرئيس رافاييل كوريا من مستشفى احتجزته فيه عناصر متمردة في الشرطة والجيش، احتجاجاً على اجراءات تقشف. وقال ناطق باسم الشرطة ان «الجنرال مارتينيز قدم استقالته». وكانت قيادة الشرطة حاولت بلا جدوى الخميس، تهدئة عناصر متمردة من الامن هاجمت كوريا واقتحمت مبنى الكونغرس ومفوضيات للشرطة في العاصمة ومدينتي غواياكيل وكوينكا، كما عطلت الحركة في مطار كيتو الدولي لساعات، احتجاجاً على إقرار قانون يلغي بعض علاوات الاقدمية ويجمّد الترقيات. واحتُجز كوريا أكثر من 12 ساعة في مستشفى حيث عولج من آثار تنشّقه غازاً مسيلاً للدموع كاد يسبب اختناقه، لدى محاولته التحدث الى ضباط شرطة غاضبين عند حواجز في العاصمة، رشقوه بالمياه. وتعهّد كوريا في المستشفى الخروج «إما رئيساً أو جثة»، قبل ان يقتحم جنود المبنى ويخرجوه واضعاً قناعاً واقياً من الغاز وخوذة، وسط إطلاق نار كثيف. وأدت المواجهات الى مقتل ضابطين وجندي على الاقل، وجرح عشرات. وعاد كوريا إلى قصره الرئاسي، متحدثاً عن «محاولة انقلابية» لإسقاطه. وقال من شرفة القصر الرئاسي لآلاف من أنصاره، ان الخميس «كان اكثر الايام حزناً في حياتي»، مضيفاً: «بسبب خطأ مجموعة من المختلين وبسبب دناءة المتآمرين المعهودين، تمت اساءة معاملة الرئيس واحتجازه، وسقط إخوة اكوادوريون للافراج عنه». وزاد: «التاريخ سيحاكم (مدبري الأحداث). أما نحن فنمضي قدماً في اتجاه المستقبل بمزيد من الحماس والامل والتصميم». وقال كوريا: «هذا سيكون مثالاً للذين يريدون وقف الثورة، ليس من خلال صندوق الاقتراع لكن بالسلاح». وأكد أنه لم يرضخ للضغوط، كما فعل رؤساء سابقون للاكوادور، معتبراً ان ما حدث ليس مجرد خلاف على علاوات، متحدثاً عن «مندسين في ثياب مدنية، ونعلم جميعاً من أين أتوا». واتهم كوريا (47 سنة) الرئيس السابق لوسيو غوتيريز الذي قاد انقلاباً على الرئيس جميل معوّض عام 2000، قبل إطاحته عام 2005، بأنه أحد المسؤولين عن «محاولة الانقلاب التي نفّذتها المعارضة وبعض قطاعات القوات المسلحة والشرطة». لكن غوتيريز رفض «هذه الاتهامات الجبانة والخاطئة والمتهوّرة». وأجمعت دول أميركا اللاتينية على تأييد كوريا الذي انتُخب في كانون الثاني (يناير) 2007، كما أعربت الولاياتالمتحدة عن «دعمها التام» له.