أكد الشيخ حميد بن عبدالله الأحمر، رئيس ملتقى التشاور الوطني الذي دعت إليه أحزاب المعارضة المنضوية في تحالف اللقاء «المشترك» والذي بدأ أعماله أمس في صنعاء أن قادة «المشترك» لن يشاركوا في الاحتفالات الرسمية بالعيد الوطني ال19 للوحدة اليمنية غداً، على رغم تلقيهم الدعوة رسمياً. وقال في خطاب افتتح به أعمال الملتقى بمشاركة 1200 عضو يمثلون أحزاب «المشترك»، ومختلف القطاعات والفئات الشعبية إن «كنا نتمنى أن يكون الاحتفال بعيد الوحدة بعروض تنموية وليس بعروض عسكرية. وكنا نتمنى أن نحتفل بعيد الوحدة سوية مع الرئيس السابق علي ناصر محمد، ونائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض، ورئيس الوزراء الأسبق حيدر أبو بكر العطاس الموجودين خارج اليمن منذ حرب 1994، بالإضافة إلى الشيخ طارق الفضلي، والنائب ناصر الخبجي (يقودان «التحرك» في المحافظات الجنوبية) . وأشار الأحمر إلى أن الملتقى التشاور الوطني هو «حصيلة عام من التشاور على مستوى اليمن في ضوء الأزمات الراهنة التي يشهدها البلد على مختلف الأصعدة»، مؤكداً أن «نتائجه وحصيلة ما سيتمخض عنه ستكون مقدمة لحوار وطني (في إشارة إلى أي حوار مع الحكم) ونحن تعتقد بأن هذا اللقاء من أجل الوحدة اليمنية وإعادة بريق وألق» 22 أيار (مايو) (يوم إعلان الوحدة اليمنية بين شطري اليمن الشمالي - والجنوبي). ووجهت أحزاب «المشترك» الدعوة إلى القوى السياسية والقيادات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني وعدد من قادة الرأي والعلماء والمثقفين والتجار ورجال الأعمال «للمشاركة في حوار تحت سقف الوحدة والديمقراطية للتعاطي مع الملفات والقضايا ذات الصلة بالأجندة الوطنية» . ويكرس اللقاء التشاوري (المعارض) للبحث في الأوضاع الراهنة في المحافظات الجنوبية والشرقية وفي محافظة صعدة (على خلفية التمرد الحوثي والحروب الخمس الماضية بين المتمردين والقوات الحكومية) بالإضافة إلى الأزمات السياسية والخلافات بين الحكم والمعارضة حول قضايا الانتخابات والإصلاحات الشاملة . وفي هذا السياق، طالب عضو مجلس الشورى عبدالسلام العنسي (يعتبر أبرز القيادات المؤسسة للحزب الحاكم - المؤتمر الشعبي العام) بالاعتراف ب «القضية الجنوبية وحلها»، معتبراً انعقاد ملتقى التشاور «خطوة صحيحة لحل الأزمة الوطنية الراهنة»، التي وصفها بأنها «خطيرة». ودعا إلى تشكيل حكومة وطنية برئاسة المهندس فيصل بن شملان للخروج من هذه الأزمة. وكان مستشار الرئيس علي عبدالله صالح محمد سالم باسندوه تحدث في ملتقى التشاور أمس، مؤكداً دعمه لهذا اللقاء وقال أن الوحدة تعني الشراكة. و «هي لا تحتاج إلى التضحية بآلاف الشهداء لكنها تحتاج إلى التضحية بعدد من الفاسدين». من جانبه، قال المرشح الرئاسي لأحزاب «المشترك» في الانتخابات الأخيرة فيصل بن شملان إن «المواطنين في الجنوب يشعرون بأن الشراكة في الوحدة فقدت وعلى اللقاء التشاوري أن يتحمل مسئوليته في النزول إلى الناس وإعادة الثقة إليهم بالوحدة». مشيراً إلى أن «الدستور والقانون لم يعد لهما مكان اليوم لأن الحكم الفردي أفقدهما كل معنى».