تفتتح صالة "إلفي" للعروض الكلاسيكية في مدينة هامبورغ الالمانية أخيراً في ال 11 من كانون الثاني (يناير) المقبل، بعد تأخير استمر 10 سنوات، وبميزانية فاقت التوقعات. ويعمل البناؤون على وضع اللمسات الاخيرة على المبنى الذي صممه مكتب "هيرزوغ اند دو مورون" السويسري، والذي من المتوقع أن ينافس دار أوبرا سيدني الشهيرة، وأن يشكل نقطة تحول في تاريخ هذه المدينة التجارية العريقة لتصبح حاضرة دولية. ويقع المبنى قرب رصيف نهر البه، وهو بارتفاع 110 أمتار. وتم تشييده فوق بقايا مبنى قديم، وفوق القاعة يرتفع هيكل زجاج، وبين هذين المستويين باحة مغطاة بالزجاج، يمكن منها رؤية مرفأ المدينة، ويضم المبنى شققا فاخرة ومطاعم وفندقاً. أطلق على البناء اسم "إلفي"، وهو جزء من مشروع "هافنسيتي" الذي يسعى إلى تطوير هذه الاحياء المطلة على المرفأ، إلا أنه لم يخل من الاعتراضات ولاسيما مع بلوغ ميزانيته 789 مليون يورو، اي اكثر ب 10 أضعاف من المبلغ الأولي الذي كان مرصوداً له. وكاد أن يتوقف المشورع سابقاً بسبب التضارب بين السلطات المحلية والمهندسين وشركة البناء، إلا أن سلطات المدينة قررت أن يصبح هذا المبنى تحفة هامبورغ. تتسع القاعة ل 2200 شخص، ومن المتوقع أن تكون من افضل 10 قاعات عرض في العالم، وتتوزع المقاعد حول خشبة العرض في مساحات متتالية متدرجة، وكأنها كروم مزروعة في مساحات متدرجة في تلة، ولهذا السبب لا تبعد المقاعد الأقل ثمناً أكثر من 30 متراً عن قائد الفرقة والمغنين المنفردين. وتأتي هذه القاعة لتستكمل تاريخاً عريقاً للمدينة في عالم الموسيقى، ففيها ولد برامز (1833-1897) وماندلسون (1809- 1847)، ومنها انطلقت فرقة "بيتلز" إحدى اشهر الفرق الغنائية في القرن ال 20. ولا يرغب القيمون على هذا الصرح بأن تقتصر العروض فيه على الموسيقى الكلاسيكية، بل أنهم يعتزمون أن يستقبلوا في قاعتها الصغيرة فنانين معاصرين، وخصوصاً من الفنانين السوريين المقيمين بأعداد كبيرة في ألمانيا.