مدريد، بروكسيل - أ ف ب - تظاهر عشرات آلاف الأشخاص في شوارع بروكسيل أمس احتجاجاً على برامج التقشف، في تحرك عمدت الشرطة خلاله إلى تنفيذ اعتقالات وقائية. وتحدث بعض الممثلين النقابيين عن مشاركة عشرات آلاف الأشخاص. وكان من المرتقب مشاركة 80 ألفاً الى مئة ألف شخص في التظاهرة التي نظمها الاتحاد الأوروبي للنقابات في إطار تحرك في دول كثيرة ما يجعلها اهم تظاهرة من هذا النوع في بروكسيل منذ كانون الأول (ديسمبر) 2001. واعتقلت الشرطة في بروكسيل الأربعاء 148 شخصاً كإجراء وقائي على هامش تظاهرات اوروبية ضد التقشف في مقر الاتحاد الأوروبي. ولم يُسجل أي حادث ميداني. وقال الأمين العام ل «الاتحاد الأوروبي للنقابات» جون مونكس»: «نزل العمال الى الشارع مع رسالة واضحة الى قادة اوروبا: ما زال الوقت سانحاً لتفادي التقشف وتغيير الاتجاه». وحذر من ان تطبيق تدابير التقشف التي اتخذتها معظم الدول الأوروبية لخفض العجز «سيكون له آثار كارثية على الأفراد والاقتصاد». وشهدت إسبانيا اول إضراب عام في عهد رئيس الوزراء خوسيه لويس ثاباتيرو تخللته مئة تظاهرة في مختلف أنحاء البلاد. وفي العديد من مدن البلاد بدأت التظاهرات اعتباراً من منتصف النهار، خصوصاً في قادس وبلباو وكاسيريس، في حين انطلقت تظاهرة بعد الظهر من ساحة نبتونو بمدريد الى ساحة بويرتا ديل سول. ودُعي محررو وموظفو الصحف الإسبانية إلى المشاركة في الإضراب اعتباراً من أول من أمس للحؤول دون صدور الصحف أمس، وأضرب عن العمل في صحيفة «إل باييس» أكثر بقليل من ثلث الموظفين بحسب متحدث باسم الصحيفة. وكان التحرك أول إضراب عام تشهده إسبانيا منذ وصول الاشتراكي ثاباتيرو الى رئاسة الحكومة، والخامس من نوعه في تاريخ المملكة، وأتى في وقت تجهد البلاد للخروج من أزمة اقتصادية خانقة رفعت معدلات البطالة إلى نحو 20 في المئة. وللحد من العجز العام اضطر ثاباتيرو إلى خفض أجور الموظفين وتجميد الرواتب التقاعدية وإلغاء بعض التقديمات. ودعت النقابات إلى الإضراب احتجاجاً على إصلاح لسوق العمل ينص على خفض تعويضات الصرف من الخدمة ويسهل على الشركات التي تواجه تعثرات مالية صرف بعض موظفيها أو تغيير مجال عملهم. ووافقت نقابتا العمال الأكبر في البلاد في سابقة من نوعها على تأمين الحد الأدنى من الخدمات العامة، أي 20 في المئة من الرحلات الجوية على الخطوط الدولية و20 في المئة من رحلات القطارات.