تظاهر ما بين 300 و400 شخص معظمهم من الأميركيين، اليوم (السبت) في باريس للاحتجاج ضد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي اتهموه ب «العنصرية» و«التمييز العرقي». وقال الطالب الأميركي المقيم في باريس منذ ستة أشهر يوسف المجرابي «لسنا هنا للاحتجاج على نتيجة الانتخابات، نحن نحترم العملية الديموقراطية. لكن في المقابل نحن لا نحترم قيمه (ترامب)». وسار المتظاهرون رافعين لافتات كتب عليها «دامب ترامب» (تخلوا عن ترامب) أو «باريس ضد ترامب»، حتى برج إيفل. وكتب أحد المتظاهرين «أقيموا حائطاً حول ترامب، سأدفع لذلك» في إشارة إلى الجدار الذي وعد ترامب بإقامته على الحدود مع المكسيك. وبعض المتظاهرين على غرار جيسي كانيلوس التي تعمل في باريس منذ أشهر، أتت للتعبير عن استيائها. وقالت «بكيت كثيراً في ال 48 ساعة التي تلت الانتخابات. ولا أزال مصدومة لكن يجب أن نستمر ووجودي هنا يساعدني كثيراً». وانضم فرنسيون إلى التظاهرة. وقال سيلفستر جافار أحد المنظمين لإذاعة «فرنسا الدولية» إن «هذه الانتخابات لها انعكاسات على العالم بأسره وليس فقط على الولاياتالمتحدة»، في إشارة إلى انتقادات ترامب للتحالف عبر الأطلسي واتفاق المناخ والاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني. وفي شأن منفصل، طالب ترامب اليوم أعضاء فريق مسرحية «هاميلتون» في برودواي بتقديم اعتذار عن دعوتهم لنائبه مايك بنس الذي كان ضمن جمهور الحضور لدعم القيم الأميركية. وكتب ترامب في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «ينبغي أن يظل المسرح مكاناً آمناً وخاصاً. كان أعضاء مسرحية هاميلتون في غاية الوقاحة الليلة الماضية مع رجل فاضل للغاية مثل مايك بنس. اعتذروا!». وغرد ترامب تالياً فقال «نائب رئيسنا المقبل... الرائع مايك بنس تعرض لمضايقات الليلة الماضية في المسرح على يد أعضاء مسرحية هاميلتون وأمام عدسات المصورين. كان ينبغي ألا يحدث ذلك!». وما أن دخل مسرح «ريتشارد رودجرز» في نيويورك الليلة الماضية لمشاهدة العرض، الذي كان عن الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، قوبل بنس بمزيج من الاستهجان والهتافات. وبعد ختام العرض تلا براندون فيكتور ديكسون الذي لعب دور آرون بور ثالث نائب رئيس في تاريخ الولاياتالمتحدة بياناً مكتوباً موجهاً لبنس قال فيه: «نحن يا سيدي (نمثل) التنوع في أميركا... ونحن قلقون للغاية من ألا تعمل الإدارة الجديدة على حمايتنا وعلى حماية كوكبنا وأطفالنا وآبائنا أو الدفاع عنا وتعزيز حقوقنا الراسخة». وكان بنس همَّ بمغادرة القاعة عندما بدأ ديكسون في قراءة البيان. ونشرت لقطات فيديو نقلت ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي. وأضاف ديكسون وسط تصفيق وترحيب كبيرين من جمهور الحضور «نأمل بحق في أن يكون هذا العرض ملهماً لك لكي تدعم قيمنا الأميركية وتعمل نيابة عنا كلنا». ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن ناطق باسم العرض قوله إن بنس توقف في منتصف طريقه للخروج من القاعة وسمع كل ما جاء في البيان. ورد ديكسون على مزاعم ترامب بمضايقة نائبه، وكتب على «تويتر» رداً على تغريدة ترامب «المحادثة ليست تحرشاً يا سيدي. وأنا أقدر (السيد) مايك بنس لأنه توقف ليستمع». ومسرحية «هاميلتون» عبارة عن عرض مسرحي غنائي عن السيرة الذاتية لألكسندر هاميلتون الذي كان أكبر مساعدي الجنرال جورج واشنطن ثم شخصية بارزة في ما يتعلق بإنشاء النظام المالي للولايات المتحدة. وأنشأ خفر السواحل الأميركي أيضاً. وقتل في العام 1804 في مبارزة بالمسدسات مع نائب الرئيس الأميركي آرون بور.