ميسي لم يعد موجوداً، اسمه يتردد، وصاحب القميص رقم 10 يتجول في الملعب، لكنه ليس ليونيل، فهو يشبهه، ويتقمص شخصيته، ابحثوا عن «البرغوث» الحقيقي، فتشوا عنه جيداً، أخبروه أن برشلونة في حاجة إليه، وأن الجماهير تستنجد به لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. كيف سيحتمل «الكاتالونيون» مشاهدة من يقال إنه ميسي عاجزاً حتى عن الجري، فهو اليوم لا يتفوق في الحركة إلا على زميله «الحارس» بينتو المقيد بمنطقة الجزاء، وهذا ما أفشته إحصاءات المباريات، فإن كان الأرجنتيني يقطع في المباراة الواحدة ستة كيلومترات، فإن بينتو يقطع خمسة! ميسي لم يعد موجوداً، فأفضل لاعب في العالم أربع مرات توارى عن الأنظار، وبات يكف عن الظهور بدور البطل في المشاهد الأخيرة، وفضل المكوث بعيداً حيث لا دور إلا المشاهدة. ترمقه الأعين براقة بالدموع، تستنهضه حناجر تصدح ألماً، تحن له قلوب تنبض حسرة على «الفقد»، ورفاق يجهلون من ذلك الهزيل الذي يرتدي قميص زميلهم ولسان حالهم يقول: من أنت؟