اعترف المتشددون الذين يقاتلون الجيش في بنغازي بخسارتهم معقلهم الاستراتيجي غرب المدينة، مؤكدين بذلك ما أعلنه الناطق باسم القيادة العسكرية العقيد احمد المسماري عن تحرير منطقة القوارشة بالكامل. وأصدر «مركز السرايا» الجناح الإعلامي ل «مجلس شورى الثوار» في بنغازي بياناً أورد فيه أن «انسحابنا من منطقة القوارشة لا يعني خسارة المعركة» مع الجيش. وعلى أثر تحرير منطقة القوارشة، ناشدت فرق الهندسة العسكرية في الجيش أهالي المنطقة أمس، بعدم الاستعجال في العودة الى منازلهم «حتى ننهي تمشيطها من الألغام والمفخخات التي زرعتها الجماعات الإرهابية»، كما أفاد بيان للجيش. وأحدث تحرير منطقة القوارشة من جانب قوات الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر، تغييرات سياسية كبيرة، تجسدت في اعتراف المبعوثين الأجانب، الأميركي جوناثان واينر والبريطاني بيتر ميليت والدولي مارتن كوبلر في صفحاتهم الرسمية على«تويتر»، بأن الجيش يحارب الإرهاب، وتهنئتهم بتحرير القوارشة وتقديمهم التعازي الى عائلات شهداء الجيش الليبي. وأشاد واينر في «تغريدة» ب «التضحيات الصعبة التي تحملها الجيش الوطني الليبي هذا الأسبوع في المعارك ضد الإرهاب في بنغازي». وكان الديبلوماسيون الغربيون تفادوا حتى الآن التعبير عن الدعم لقوات حفتر بسبب عدم الإجماع داخل ليبيا حوله واعتباره من عواصم غربية عقبة أمام السلام. لكنّ محللين رأوا أن الانتصار الذي حققه في الساعات الأخيرة من شأنه أن يسدد ضربة جديدة الى حكومة الوفاق التي شكلتها الأممالمتحدة، بعد ضربة أولى وجهها الى هذه الحكومة بسيطرته على موانئ تصدير النفط وسط البلاد. وأبلغت مصادر الجيش «الحياة» أن هذه الخطوة العسكرية التي تمت ليل الخميس – الجمعة، من شأنها فتح الطرق وتخفيف الضغط على محاور غرب المدينة. وأضافت أنها «مسألة وقت ويكون طريق الذهاب الى مناطق غرب بنغازي مثل قمينس والمقرون وغيرهما، ممتداً من جسر طريق طرابلس الى القوارشة». وأكدت قوات حفتر تقدمها باتجاه منطقة قنفودة الى الغرب أحد آخر القطاعات التي يتحصن بها المسلحون المتشددون. وقالت مصادر الجيش أن اشتباكات تدور في منطقة الحظيرة الجمركية في قنفودة حيث يقصف الجيش تجمعات للمسلحين، خصوصاً في ميناء المريسة ذات الأهمية الاستراتيجية للمتشددين. وكانت منطقة القوارشة الواقعة على بعد 10 كلم غربي بنغازي معقلاً لتنظيم «أنصار الشريعة» المقرب من «القاعدة» والمصنف تنظيماً إرهابياً من جانب الأممالمتحدة والولايات المتحدة. وفي إعلانه تحرير المنطقة، لم يقدم المسماري حصيلة للمواجهات مع المتشددين، لكنّ مصدراً عسكرياً أشار الى سقوط 12 قتيلاً بين قوات حفتر. كما تحدث علي الثابت الناطق باسم القوات البحرية التابعة لحفتر عن مقتل «13 متطرفاً». وتعذر التأكد من هذه الأرقام من مصادر مستقلة. وتشهد بنغازي منذ أكثر من عامين معارك يومية بين قوات المشير حفتر وميليشيات متشددة. وبين هذه الميليشيات هناك خصوصاً «مجلس شورى ثوار بنغازي» وهو تحالف مجموعات عسكرية متشددة بينها «أنصار الشريعة» وأيضاً تنظيم «داعش».