أعطت المحكمة الإسرائيلية العليا الضوء الأخضر لجمعيات استيطانية ناشطة لتهويد القدسالشرقيةالمحتلة لترحيل عشرات العائلات الفلسطينية من منازلها في الشق الغربي من حي الشيخ جراح بداعي أن هذه المنازل مملوكة ليهود من أواخر القران التاسع عشر. وأعلن مسؤول في إحدى هذه الجمعيات أنه سيتم خلال أيام ترحيل ثلاث عائلات فلسطينية مع انتهاء عقود الايجار، على أن يتم ترحيل أكثر من 22 عائلة أخرى في الفترات القريبة «لتحل محلها عائلات يهودية، وفي إقامة مشاريع بناء جديدة خاصة بالمستوطنين». وينذر هذا القرار، الصادر عن أعلى هيئة قضائية في إسرائيل اعتبرها الفلسطينيون ملجاً أخيراً يتوجهون إليه ضد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، بمخاطر مماثلة تحدق بمئات المنازل الفلسطينية في أجزاء مختلفة في الحي، كانت سلطات الاحتلال صادرتها عبر ما يسمّى قانونياً «القيّم على أملاك الغائبين»، ثم باعت بعضاً منها لجمعيات يهودية جل نشاطها يتمحور في تهويد القدس. وجاء قرار المحكمة العليا الأحد الماضي لدى بحثها في استئناف قرار محكمة قدمه الفلسطينيون في الحي عام 2006 طالبوا فيه بالاعتراف بملكيتهم قطعة أرض واسعة في الشق الغربي من الحي، علماً أن صراعاً مماثلاً يدور بين الفلسطينيين والجمعيات الاستيطانية في مواقع أخرى من الحي، خصوصاً في الشق الشرقي حيث تدعي الجمعيات ملكيتها 25 منزلاً. وقررت المحكمة العليا رفض الاعتراض بداعي أن هيئات مختلفة، بينها من تمثل المستوطنين، و «القيّم على أملاك الغائبين»، أثبتوا ملكيتهم للأرض المذكورة. وكان الفلسطينيون توجهوا عام 1997 الى المحكمة العليا للمطالبة بإعادة الأرض إلى ملكيتهم بداعي ان اليهود أقاموا في المنازل بحسب عقود ايجار ولم يتم بيعها لهم، وأن الملكية بقيت بيد الفلسطينيين. لكن المحكمة ردت في 2006 الدعوى الفلسطينية، واستأنف الفلسطينيون القرار لدى المحكمة العليا التي رفضت الاستئناف هي أيضاً، هذا الأسبوع. وأعلن احد الناشطين المركزيين في إحدى الجمعيات الاستيطانية الناشطة لتهويد القدسالشرقيةالمحتلة اريه كينيغ انه سيتم خلال أيام إخلاء ثلاث عائلات فلسطينية من منازلها بعد ان تنتهي عقود الايجار التي في حوزتها، مضيفاً انه ينوي إسكان عائلات يهودية في المنازل الثلاثة، على ان يتم لاحقاً إخلاء باقي المنازل. وبحسب صحيفة «هآرتس» فإن المنازل في الشقين الغربي والشرقي كانت بملكية يهودية منذ أواخر القرن ال 19 وحتى العام 1948، «ومع الاحتلال الأردني للقدس الشرقية تم نقل العقارات اليهودية في الحي إلى القيّم على أملاك العدو. وقامت السلطات الأردنية بتأجير المنازل لعائلات فلسطينية ما زالت تقيم هناك حتى اليوم»، على رغم ان «القيّم على أملاك الغائبين» في إسرائيل عاود سيطرته على بعض هذه المنازل وأعادها إلى «الورثة القانونيين، أصحابها من اليهود». كما قام ببيع جزء آخر من هذه الممتلكات لجمعيات استيطانية، وتحديداً لراعي هذه الجمعيات في القدسالشرقية المليونير اليهودي الأميركي اروين موسكوفتش. وبحسب الناشط اليميني اسحاق مامو فإن الجمعيات الاستيطانية تملك أكثر من نصف المنازل في الشيخ جراح. وأجملت صحيفة «هآرتس» قرار المحكمة بالقول إنه «من اليوم فصاعداً سيكون من السهل على جمعيات استيطانية ترحيل الفلسطينيين من الشيخ جراح».