قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري للصحافيين أمس (الخميس) إنه بحث الوضع في أوكرانيا و«كل الجوانب» المتعلقة بالوضع في مدينة حلب السورية بما في ذلك تجدد القصف في المدينة هذا الأسبوع، وذلك خلال اجتماع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وفي تصريحات للصحافيين بعد اجتماعهما خلال قمة «منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ» (أبيك) في ليما عاصمة بيرو، نفى لافروف تنفيذ الجيش الروسي ضربات جوية في شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة هذا الأسبوع. وقال لافروف في إشارة إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في العراق «قواتنا الجوية والقوات الجوية السورية لا تعمل إلا في محافظتي إدلب وحمص لمنع مقاتلي الدولة الإسلامية، الذين ربما يفرون من الموصل، من الوصول إلى سورية». ويقول «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الضربات الجوية في حلب قتلت العشرات هذا الأسبوع. واستؤنف القصف الثلثاء بعد توقف دام أربعة أسابيع. ويأتي القصف في إطار تصعيد عسكري أوسع للحكومة السورية وحلفاءها ومنهم روسيا ضد المعارضة المسلحة. وفي شأن آخر، وافق مجلس الأمن أمس بإجماع أعضائه ال 15، على التمديد لمدة سنة لمهمة فريق المحققين الدوليين المكلفين تحديد المسؤولين عن هجمات بالأسلحة الكيماوية وقعت في سورية. والتمديد الذي أقر بموجب مشروع قرار أعدته الولاياتالمتحدة وصدر بإجماع أعضاء مجلس الأمن، بمن فيهم روسيا حليفة النظام السوري، يمنح «آلية التحقيق المشتركة» بين الأممالمتحدة و«منظمة حظر الأسلحة الكيماوية» مهلة جديدة لإنجاز عملها تنتهي في تشرين الثاني (نوفمبر)، ويمكن تمديدها مجدداً إذا «رأى (المجلس) ضرورة لذلك». وأنشأت الأممالمتحدة و«منظمة حظر الأسلحة الكيماوية» لجنة التحقيق هذه في آب (أغسطس) 2015. وقالت السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة سامنتا باور إن «آلية التحقيق المشتركة هي أداة أساسية لمكافحة الإفلات من العقاب»، مؤكدة أن هناك «أدلة موثوقاً بها على هجمات عدة أخرى بالأسلحة الكيماوية شنها النظام السوري». أما نائب السفير الروسي في الأممالمتحدة فلاديمير سافرونكوف فشدد من جهته على «الأدلة الكثيرة على استخدام منظمات إرهابية أسلحة كيماوية»، معرباً عن أمله في أن لا يرضخ المحققون «للضغوط التي تمارسها بعض الدول» بهدف تحميل دمشق المسؤولية عن هذه الهجمات. وبعد عام ونيف من التحقيقات، خلص المحققون إلى اتهام النظام السوري باستخدام مروحيات لشن هجمات كيماوية على ثلاث مناطق في شمال سورية في العامين 2014 و2015. وكانت تلك المرة الأولى التي تتهم فيها دمشق مباشرة ويتم تحديد وحدات من الجيش السوري وتحميلها المسؤولية عن هجمات بغاز الكلور. واتهم المحققون تنظيم «الدولة الإسلامية» باستخدام غاز الخردل في شمال سورية في آب (أغسطس) 2015.