أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية، العميد توفيق الرحموني، الخميس عن تنامي "نشاط" و"تهديدات" تنظيمات "ارهابية" متحصنة منذ نهاية 2012 بجبل الشعانبي (وسط غرب) على الحدود مع الجزائر. وأعلنت الرئاسة التونسية الاربعاء في بيان "منطقة جبل الشعانبي وبعض المناطق المتاخمة لها على غرار جبال السمامة والسلوم والمغيلة منطقة عمليات عسكرية مغلقة". وقال العميد توفيق الرحموني في مؤتمر صحافي اليوم: "هناك تكثيف لنشاط العناصر الارهابية داخل الجبل"، مضيفاً أن هذه العناصر "لم تعد متحصنة في (جبل) الشعانبي فقط بل تتنقل الى الجبال المجاورة الاخرى لتشتيت التركيز عليها". وتابع: "جاءت عملية اغلاق جبل الشعانبي حتى لا تتسرب العناصر الارهابية المتحصنة هناك الى جبال اخرى"، مشيراً الى "تضاعف التهديدات من قبل التنظيمات الارهابية المتمركزة بالمنطقة". ولفت في هذا السياق الى "تنامي (نشاط) شبكات الجريمة المنظمة في تجارة الاسلحة والذخيرة والمخدرات وتهريب المواد الخطرة عبر الحدود مع الجزائر". كما لفت الى "استعمال السلاح ونصب الكمائن والالغام (..) ضد العناصر العسكرية والامنية" التونسية بالمنطقة. وزرع مسلحون ألغاما تقليدية الصنع في جبل الشعانبي تسبب انفجارها في قتل واصابة عناصر من الجيش والأمن سنة 2013. وفي 29 تموز (يوليو) 2013، قتل هؤلاء في كمين ثمانية من عناصر الجيش بجبل الشعانبي. وإثر هذه العملية قصف الجيش التونسي مواقع في الجبل بالمدفعية والطائرات الحربية، الا انه لم يتمكّن حتى الان من القضاء تماما على المسلحين. وقال المتحدث العسكري: "اثر تنامي النشاط الارهابي والجريمة المنظمة العابرة للحدود في المناطق الحدودية بالوسط الغربي، تمّ إصدار تعليمات (...) لمواجهة هذه الاخطار، وتصعيد نسق العمليات العسكرية". وأوضح أن التعليمات "تخوّل للوحدات العسكرية والامنية استعمال كل وسائل القوة المتاحة لمداهمة وتفتيش الاماكن والمحلات المسكونة او غير المسكونة التي تؤوي عناصر ارهابية أو تحتوي على اسلحة او مواد محظورة،أو التي يشتبه في ايوائها أو احتوائها لها". وأضا:ف "تُنفَّذ العمليات المذكورة بناء على معلومات استخباراتية أو عند قيام العناصر الارهابية باعتداء مسلح او عمليات تخريب او تهديد بذلك". ولفت الى ان عدد "الارهابيين" المتحصنين في جبل الشعانبي "ينقص ويزيد، وكل يوم يمكن لهذا العدد ان يتغير لان هناك دخولا وخروجا عبر الحدود" مع الجزائر. وقال "ثمة تنسيق (أمني) كبير مع الجزائر". وفي 29 أغسطس (آب) 2013 أعلنت تونس حدودها الجنوبية مع الجزائر (غرب) وليبيا (شرق) منطقة عسكرية "عازلة" لسنة كاملة.