أكدت الحكومة العراقية أنها في صدد إجراء الكشف الثاني على مقبرة جماعية لضحايا «داعش» قرب بلدة حمام العليل. وأفادت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، بأن المئات من الجثث (قدرتها بأكثر من 300) التي عثرعليها خلال معارك تحرير محافظة الموصل، قد تكون لعناصر سابقين في الشرطة. وقال حيدر مجيد من «غرفة العمليات» التابعة للأمانة العامة لمجلس الوزراء ل»الحياة»، أن» فريقاً ثانياً سيكشف السبت (غداً) على المقبرة الجماعية قرب حمام العليل». وتوقع «عملية نبش بسيطة لمعرفة طبيعة المقبرة، من حيث عمقها أو اتساعها أفقياً»، ولفت الى أنه «في الكشف الأول، وجدنا مجموعة من الجثث على السطح تقريباً يراوح عددها بين 20 و25 جثة». وأوضح أن «الفريق الذي سيذهب السبت، مكوّن من الطب العدلي ومؤسسة الشهداء، وسيرافقه فريق إعلامي يضم خلية الإعلام الحربي ووسائل الإعلام، وسيكون برئاسة رئيس غرفة العمليات». وكانت القوات العراقية أعلنت اكتشاف مقبرة جماعة في كلية الزراعة قرب بلدة حمام العليل في السابع من الجاري، وقدرت عدد الضحايا بمئة. وتابع مجيد: «في حالة الكشف الأول، وجدنا الجثث بملابس مدنية ولم تُعرف حتى الآن هويتهم أو طبيعة انتماءاتهم. لكن المعلومات الأولية تشير الى أنهم من أبناء قريتين قريبتين من موقع المدفن». وأضاف: «بعد فتح المقبرة، ستتم دعوة الأهالي لتسجيل المفقودين من أسرهم ليتسنى لنا بعد ذلك فحص الحمض النووي». وعن الجهات الرسمية الأخرى المخولة الكشف عن المقابر الجماعية والتعامل معها، ذكر: «هناك قانون خاص بالمقابر أوكل إلى الطب العدلي ودائرة شؤون المقابر مهمة فتحها ورفع الرفات واتخاذ الإجراءات الأخرى». وذكر جو ستورك، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في «هيومن رايتس ووتش»، في تقرير تسلمت «الحياة» نسخة منه، نقلاً عن شهود في المنطقة قولهم أن «داعش أعدم مئات من رجال الشرطة السابقين في تشرين الأول (أكتوبر)، كان يحتجزهم أسرى، وهذا دليل آخر على ارتكاب التنظيم عمليات قتل جماعي مروعة لعناصر أمن سابقين في الموصل والأماكن المجاورة». وزاد: «في 12 تشرين الثاني (نوفمبر)، زارت هيومن رايتس موقع المقبرة الجماعية التي تمتد على مساحة 50 الى 100 متر عند مشارف قرية حمّام العليل، في موقع تدريب عسكري خلف كلية الزراعة. ورأى الباحثون 4 جثث مكشوفة، فضلاً عن أكوام من القمامة تغطيها. وانتشرت في المنطقة رائحة كريهة قوية». وأردف أن «هيومن رايتس راجعت ملخص تقرير أعدّه وفد حكومي من بغداد زار الموقع وأكد أن المقبرة تضم حوالى 100 جثة، وهناك ما لا يقل عن 20 جثة ظاهرة على سطح الأرض، ووجد الوفد، اعتماداً على مستوى تحلل الجثث الظاهرة، أن الأشخاص قُتلوا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وكانت كل الجثث الظاهرة مقيدة الأيدي والأرجل ومعصوبة الأعين». وتضمن تقرير المنظمة إفادات شهود أكدوا الحادثة، بينهم عمار (31 سنة)، وهو عامل من قرية الرصيف التي تبعد 15 كلم جنوب حمّام العليل، وقد «رأى مقاتلي داعش يقودون 4 شاحنات كبيرة من نوع كيا نحو الساعة 8 مساء 28 تشرين الأول، تحمل ما مجموعه 100 إلى 125 رجلاً، بعضهم كانوا رجال شرطة سابقين، إلى خلف الكليّة الزراعية. بعد ذلك بدقائق، سمع إطلاق نار أسلحة آلية وصرخات استغاثة»، مؤكداً أنه رأى «في الليلة التالية مقاتلي داعش يحضرون الشاحنات الأربع ذاتها، وكانت تحمل ما بين 130 و145 رجلاً. بعد ذلك بدقائق، سمع مرة أخرى نيران الأسلحة الآلية والصراخ».