صرح الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم (الخميس) بأنه يأمل بأن يقف الرئيس المنتخب دونالد ترامب في وجه روسيا في حال الضرورة وألا يسعى إلى تسويات بأي ثمن مع موسكو. وقال أوباما «آمل أن يكون لدى الرئيس المنتخب الإرادة في الوقوف في وجه روسيا عندما لا تحترم قيمنا والمعايير الدولية». وأضاف أن «الرئيس المنتخب لن يتبع مقاربتنا بالكامل لكن أملي هو ألا يتبع، الواقعية السياسية» التي تمر عبر «صفقات مع روسيا» تريح الولاياتالمتحدة بشكل آني لكنها تؤدي إلى أضرار جانبية جسيمة. وذكر أوباما خصوصاً «انتهاك المعايير الدولية» وخطر «اضعاف دول أصغر» أو «خلق مشاكل على الأمد الطويل في مناطق مثل سورية»، وتابع «إنها قضية سنحصل على مزيد من المعلومات عنها مع تشكيل الرئيس المنتخب لفريقه». وفي هذا الإطار دعا إلى الإبقاء على العقوبات المفروضة على روسيا في شأن أوكرانيا إلى أن يتم تطبيق اتفاق مينسك. وجاءت تصريحات أوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل التي وصفها بأنها «ربما الشريكة الدولية الأقرب» له. وفي مقابلة مشتركة مع الموقع الإلكتروني لمجلة «در شبيغل» وشبكة «آي أر دي»، أشاد «بمصداقيتها الكبرى» مؤكداً أنها «مستعدة للكفاح من أجل قيمها» فيما ستعلن مركل في الأيام المقبلة ترشيحها لولاية رابعة في مناسبة الانتخابات التشريعية في أيلول (سبتمبر) 2017. وقال الرئيس الأميركي الذي يقوم بزيارته السادسة إلى المانيا «أنا مسرور لوجودها وأعتقد أنه على الألمان تقديرها». وفي موقف يتناقض مع الخطاب المعارض للعولمة الذي يعتمده خلفه المنتخب، وجه أوباما ومركل رسالة في مقالة مشتركة نشرتها أسبوعية اقتصادية مساء أمس، دافعا فيها عن العلاقة التي تربط ضفتي الأطلسي وعن التبادل الحر، في وقت أعلن ترامب عن مواقف أقرب إلى الحمائية والانعزالية. وكتبا «لن تكون هناك عودة إلى عالم ما قبل العولمة»، مؤكدين «نكون أقوى حين نعمل معاً». ويرى بعض المحللين أن زيارة أوباما تتخذ في هذه الظروف منحى مراسم تسليم الشعلة، لتجد المستشارة نفسها بعد خروجه من البيت الأبيض أفضل ممثلة ل «العالم الحر»، وكذلك المدافعة عن العلاقة الأطلسية وعن التبادل الحر، وكلها قيم كان البيت الأبيض يحمل رايتها حتى الآن. وفي دليل على الوزن الذي اتخذته ألمانيا، اختار أوباما برلين ليودع فيها غداً قادة بريطانيا تيريزا ماي وإسبانيا ماريانو راخوي وإيطاليا ماتيو رنزي وفرنسا فرنسوا هولاند. ويحمل قدوم أوباما إلى ألمانيا رمزية كبرى بالنسبة له. فهناك عقد في تموز (يوليو) 2008، حين كان مرشحاً للبيت الأبيض، أكبر تجمع انتخابي في حملته.