كراكاس - أ ف ب، رويترز - حققت احزاب المعارضة الفنزويلية اختراقاً لافتاً في الانتخابات الاشتراعية التي أجريت أول من أمس عندما منعت الرئيس هوغو تشافير من الاحتفاظ بغالبية الثلثين في البرلمان والتي يحتاجها «لضمان تطبيق اشتراكية القرن الحادي والعشرين» التي يدعو إليها، من دون عراقيل، رغم انه حاز 94 مقعداً في مقابل 62 للمعارضة. ولم ينشر المجلس الوطني للانتخابات النسب المئوية للأصوات التي حصل عليها كل من مرشحي الكتلتين. لكن بعض مصادره أيد إعلان رامون غييرمو افيليدو، الناطق باسم «منسقية الاتحاد الديموقراطي» لأحزاب المعارضة، حصول المعارضة على 52 في المئة من الأصوات، ما يوجه ضربة قاسية الى تشافيز الذي قاد الحملة بنفسه معتبراً الاقتراع تحضيراً للانتخابات الرئاسية العام 2012. وهتف أنصار المعارضة في أعقاب إعلان النتائج «نحن الغالبية»، لكن تشافيز أعلن على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي على الإنترنت: «حققنا فوزاً متيناً يكفي للاستمرار في تعميق الاشتراكية البوليفارية والديموقراطية». ومن دون حصوله على غالبية الثلثين، لن يتمكن تشافيز من تمرير قوانين أساسية، أو إجراء تعيينات مهمة في مؤسسات مثل المحكمة العليا، من دون التفاوض مع المعارضة. ورأى خوسي فيسنتي كاراسكيرو، بروفيسور العلوم السياسية في «جامعة سيمون بوليفار» ان تشافيز في وضع دقيق «إذ تملك المعارضة نواباً مخضرمين سيكشفون التباين الصارخ مع مواقف الرئيس، الأمر الذي سيضرّ به». وسيحتاج حزب الرئيس الى خمس أصوات إضافية في البرلمان (99) لتمرير قانون يمنحه صلاحيات استثنائية لسن القوانين في شكل مباشر وسريع. وستركز المعارضة على محاولة إلحاق هزيمة بتشافيز في الانتخابات الرئاسية، ورأى افيليدو أن «الانتخابات الاشتراعية أكدت وجود بديل أمام فنزويلا بفضل تلاقي أشخاص مختلفين جداً، لكنهم يتشاطرون المبدأ القائل بإمكان التفاهم عبر الحوار». ويحتفظ تشافيز (56 سنة) بشعبية واسعة في قاعدته في الأحياء الشعبية التي أعد لها برامج اجتماعية، وسط تفاوت اجتماعي كبير. لكنه واجه هذه السنة أزمة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وجموداً اقتصادياً وتضخماً قياسياً بلغ 30 في المئة، وارتفاعاً للجريمة يعدّ سابقة، بمعدل قتيلين كل ساعة.