افتتح في مسقط أمس معرض «سفن الكنوز العريقة من الصين إلى شبه الجزيرة العربية ورحلة عمان العظيمة» الذي تنظمه مؤسسة «ناشيونال جيوغرافيك»، في حفلة حضرها عدد من المسؤولين العمانيين تتقدمهم راعية المناسبة السيدة علياء آل ثويني آل سعيد. وقال الأمين العام لوزارة الخارجية العمانية بدر البوسعيدي أن تنظيم المعرض يأتي بمبادرة من مؤسسة «ناشيونال جيوغرافيك» واستلهاما من مشروع السفينة الشراعية «جوهرة مسقط» وإبحارها التاريخي من مسقط إلى سنغافورة خلال هذا العام، وبعدما أنتجت المؤسسة فيلمين وثائقيين حول هذا العمل يجري بثهما عبر قناتها التلفزيونية العالمية. وأكد البوسعيدي ان رحلة السفينة «جوهرة مسقط» أسهمت إسهاماً ملموساً في إثراء تاريخ عمان البحري العريق وأذكت حب الإبحار والمعرفة والاكتشاف المتجذر والأصيل لدى أبناء عمان، مشيراً إلى أن الموقع الالكتروني للمشروع اجتذب على شبكة الانترنت الدولية اهتمام أكثر من ثمانين ألف شخص من مختلف بقاع الأرض، خصوصاً من المنطقة الشاسعة المطلة على المحيط الهندي. يتضمن المعرض مقتنيات أثرية من صحار وقلهات وأخرى من متحفي بيت الزبير في مسقط وفنون شرق آسيا في مدينة «باث» البريطانية، وهو يجسد شواهد تاريخية للصلات الصينية - العربية مع شبه الجزيرة العربية ومع عمان خصوصاً، وذلك خلال الفترة من القرن الثالث إلى القرن السادس عشر الميلادي، ما يؤكد عمق وعراقة التفاعل التجاري والثقافي على امتداد الطرق بين الصين وهذه المنطقة. وقال أمين المعرض وعالم الآثار لدى المؤسسة «فرد هيبرت» ان قصة السندباد هي أكثر من مجرد مغامرة لأنها تجسد أهمية الملاحة البحرية في تاريخ التجارة مع الصين، مبيناً ان الدراسة الأثرية لحطام السفن أشارت إلى ان كل السفن التجارية القديمة كانت عبارة عن مراكب شراعية، كما تشير حفريات عدد من المواقع مثل صحار وقلهات والبليد. ويضم المعرض ست صالات ومسرحاً بني خصيصاً لهذا الغرض، وهو يستخدم أساطير السندباد البحري والأدميرال الصيني تشنغ هي ليحكي قصة التجارة من القرن التاسع حتى القرن السادس عشر. كما يعرض مجموعة من التحف القديمة النادرة التي توضح حقيقة تلك الأساطير، إضافة إلى قسم خصص للسفينة «جوهرة مسقط» التي بنيت في مسقط على غرار سفينة من القرن التاسع وأبحرت بقيادة القبطان صالح الجابري وطاقمه إلى سنغافورة في وقت سابق من العام الجاري.