بكين – رويترز، يو بي أي، وكالة شينخوا - وافقت الصين وروسيا على تعزيز تعاونهما الاستراتيجى في الشؤون الدولية والاقليمية بعدما عقد رئيسا الدولتين محادثات في بكين أمس. وقال الرئيس الصينى هو جين تاو في مؤتمر صحافى مع نظيره الروسي دميترى مدفيديف إن «الصين وروسيا ستحافظان على السلام والاستقرار الدوليين الى جانب تعزيز الانتعاش الكامل والنمو الصحي والمستقر للاقتصاد العالمي». وعقد الرئيسان محادثات صباحية، وأشادا بنمو العلاقات الصينية - الروسية. واتفق الجانبان على مواصلة تعزيز شراكتهما الاستراتيجية المبنية على التعاون الى جانب تعاضدهما في قضايا تتعلق بالمصالح الرئيسة للدولتين. وأشاد الرئيسان بالاستكمال السلس لخط انابيب البترول الصيني – الروسي، وحضّا على مزيد من التعاون في التجارة والاستثمار والطاقة والمال. وأضاف هو، ان الجانبين اتفقا على توسيع التبادلات الثنائية في التعليم والصحة والثقافة والرياضة والإعلام والسياحة، وأعرب عن شكره لروسيا لدعمها استضافة الصين معرض «اكسبو العالمي 2010». وذكر مدفيديف ان محادثاته مع هو «ضخت دفعة جديدة» في العلاقات الثنائية. وقال: «نحن سعداء لكون التجارة الثنائية انتعشت تقريباً من تأثير أزمة المال العالمية. ويتوقع ان يعود حجم التجارة مرة اخرى الى مستويات ما قبل الازمة نهاية هذه السنة». وأكد ان روسيا ستواصل التعاون الاستراتيجي مع الصين، للتكيّف مع تطورات الوضع الدولي. وتجاوزت الدولتان جمود العلاقات الفاترة بينهما في مجال الطاقة، فيما تستعدان لتدشين خط انابيب ينقل النفط الخام من سيبيريا إلى الصين، علماً أن الطريق لا يزال طويلاً لتوقيع اتفاق مماثل للغاز. وحضر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ونظيره الصيني هو جينتاو احتفالاً لمناسبة استكمال الفرع الصيني من خط انابيب شرق سيبيريا-المحيط الهادي، المقرر أن يبدأ في ضخ 300 ألف برميل من النفط يومياً عبر الحدود في الأول من كانون الثاني (يناير) 2011. ويشكل الفرع الصيني جزءاً من مشروع أكبر لمد خط الانابيب إلى المحيط الهادي. وفي بادرة ديبلوماسية على ما يبدو تجاه الصين، ابرمت وكالة مصايد الأسماك الروسية مذكرة تفاهم مع وزارة الزراعة الصينية في شأن عمليات الصيد غير القانونية وانتهاك المياه الاقليمية. وتعاقدت الصين مع شركة «اتومستروي اكسبورت» الروسية لبناء مفاعلين آخرين في محطة الطاقة النووية «تيانوان» من ضمن 12 منشأة يجرى تشييدها او توسعتها شرق الصين، في اطار النمو السريع للطاقة البديلة في الصين. ولم يبرم الرئيس الروسي اتفاقاً في شأن تسعير الغاز، وهو عنصر مهم من شأنه أن يسمح لأكبر دولة مصدرة للغاز في العالم، أن تبيع انتاجها في السوق الصينية السريعة النمو. وشملت الاتفاقات أيضاً مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال الفحم واتفاق تعاون استراتيجي حول الاستخدام السلمي للطاقة النووية ورسالة حول الاستثمار بين شركة «صناعات شمال الصين» وشركة «روسال» الروسية، أكبر منتج للألمونيوم في العالم، إلى اتفاقات مصرفية واتفاقات تعاون أخرى. وتعمل روسيا والصين على التنسيق الوثيق في اطار مجموعة ال20، ومنظمة شانغهاي للتعاون، ودول «بريك» (الصين والهند وروسيا والبرازيل). وبعد محادثاتهما في قاعة الشعب الكبرى وسط بكين، وقع الرئيسان بياناً مشتركاً من اجل التعميق الشامل لشراكتهما الاستراتيجية القائمة على التنسيق، وأصدرا بياناً مشتركاً حول الذكرى ال65 لانتهاء الحرب العالمية الثانية. ووقع الجانبان اتفاقاً لمحاربة الارهاب والانفصالية والتطرف، وآخر تجارياً يتعلق بالفحم والطاقة النووية والصناعة المصرفية. ويلبي مدفيديف دعوة الرئيس الصيني في زيارة تستمر ثلاثة ايام.