وقّعت إيرانوالصين أمس اتفاقاً للتعاون الدفاعي والعسكري، يشمل مكافحة الإرهاب وتنفيذ مناورات مشتركة. في الوقت ذاته، يجري وفد برلماني روسي محادثات في طهران لإبرام صفقة تسلّح بقيمة 10 بلايين دولار. ووقّع وزير الدفاع الإيراني الجنرال حسين دهقان الاتفاق مع نظيره الصيني تشانغ وانكوان، بعد لقائهما في طهران. وينصّ الاتفاق، الأول بين الجانبين، على «تطوير التعاون الدفاعي والعسكري بين البلدين، وتبادل الخبرات في المجالات العسكرية، بما في ذلك التدريب، ومواجهة الإرهاب، وعوامل زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة». واعتبر دهقان أن التعاون العسكري والدفاعي بين طهرانوبكين «سيساهم في ضمان السلام والأمن، إقليمياً ودولياً». ونبّه إلى أن «الشرق الأوسط تحوّل مركزاً لأزمات وفوضى، بسبب تدخلات خارجية وعدم احترام السيادة الوطنية للدول»، لافتاً إلى أن «دائرة الإرهاب تتّسع إلى أوروبا وآسيا الوسطى والقوقاز ومناطق أخرى، وتحوّل تهديد (تنظيم) داعش والإرهاب، تحدياً إقليمياً ودولياً خطراً». ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن وزير الدفاع الصيني قوله إن «القواسم المشتركة والتفاهم بين إيرانوالصين حول القضايا الدولية والإقليمية، مهّدت لتعزيز تعاونهما الدفاعي والعسكري في شكل كامل». واعلن رئيس الأركان الإيراني الجنرال محمد باقري، استعداد بلاده لتنفيذ «مناورات عسكرية مشتركة مع الصين، في ضوء إرادة البلدين تطوير علاقاتهما الاستراتيجية». وأضاف أن طهران «مستعدة لتنقل» إلى بكين «تجارب اكتسبتها في التعاون المشترك مع حكومتَي سورية والعراق». في غضون ذلك، أجرى وفد برلماني روسي محادثات في طهران أمس، في شأن صفقة تسلّح بقيمة 10 بلايين دولار، تشمل دبابات روسية من طراز «تي-90» وأنظمة مدفعية ومقاتلات ومروحيات. ولفت فيكتور أوزيروف، رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي، وهو عضو في الوفد، إلى أن إيران أبدت اهتماماً زائداً بشراء أسلحة روسية. وأعلن زامير كابولوف، مدير دائرة آسيا في الخارجية الروسية، المسؤول عن ملف العلاقات مع طهران، أن بلاده تعمل لتطوير تعاونها العسكري - التقني مع إيران. وأضاف أن طهران «قدّمت لائحة موسّعة من المنتجات العسكرية التي ترغب في شرائها من روسيا»، مستدركاً أن «جزءاً منها، مثل الدبابات والمقاتلات، مُدرج في العقوبات التي فرضها مجلس الأمن (على إيران)، ما يعني أنه في حال التوصل إلى اتفاق لبيع هذه المعدات، يجب أولاً نيل موافقة مجلس الأمن». وتابع أن الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست يتيح لموسكو مهلة 4 سنوات لتقديم طلب مشابه إلى المجلس. وكان رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني لفت خلال لقائه رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو في طهران، إلى «دور إيجابي» لموسكو في «التطورات الإقليمية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب». واعتبر أن إيرانوروسيا «قادرتان على إعادة الأمن والسلام إلى غرب آسيا». في بروكسيل، أكد الاتحاد الأوروبي التزامه الاتفاق النووي، بعدما تعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية «تمزيقه»، معتبراً أنه «كارثي» و «أسوأ صفقة تفاوضية في أي وقت». ووَرَدَ في بيان أصدره وزراء خارجية دول التكتل، أن «الاتحاد يكرّر التزامه الحازم» الاتفاق، مشدداً على «ضرورة أن يحترم جميع الأطراف تعهداتهم، لمواصلة استعادة الثقة» بين الجانبين. وأكد التزامه «رفع العقوبات الاقتصادية والمالية، والتعامل مع القطاع الخاص والجهات الاقتصادية، خصوصاً المصارف، لتشجيع النموّ في التجارة والاستثمار». وأشاد البيان بإصدار «المكتب الأميركي لمراقبة الأصول الأجنبية أذونات تصدير لتسليم إيران طائرات تجارية لنقل الركاب»، مشدداً على «أهمية أن تتعامل (طهران) مع العراقيل المرتبطة بالسياسة الاقتصادية والمالية وبيئة العمل وحكم القانون، لكي تنتفع تماماً من رفع العقوبات» المفروضة عليها. وأعرب عن قلق في شأن «وضع حقوق الإنسان» في إيران، وحول برنامجها الصاروخي، ودعاها إلى وقف تجارب على صواريخ باليستية.