كشفت مصادر فلسطينية مطلعة ل «الحياة» النقاط الخلافية الواردة في الورقة المصرية بين حركتي «فتح» و «حماس» والتي تم التوصل الى تسوية في شأنها بين الحركتين. وقالت إنه بالنسبة الى مسألة تشكيل «لجنة الانتخابات»، تم الاتفاق بين الجانبين على تحديد أسماء اعضائها بالتوافق، لافتاً إلى أن معالجة هذا المقترح ستكتمل بعد عرض الاسماء على الرئيس محمود عباس (أبو مازن) وأخذ موافقته عليها حتى يمكن صدور مرسوم في شأنها. وعن الملف الأمني، قالت المصادر: «تم الاتفاق على أن تحال النقاط الخلافية على اللجان الأمنية المختلفة لبحثها والتوصل إلى صيغة توافقية بحيث تكون جاهزة لطرحها في جولة الحوار المقبلة المرتقب عقدها في دمشق مطلع الشهر المقبل»، داعية إلى ضرورة منح الفرصة الكافية للجان الأمنية لتقوم بعملها في بحث القاضايا الأمنية ومناقشتها من أجل محاولة إيجاد مخرج مناسب ومقنع يقبل به الطرفان. وعن بند منظمة التحرير، قالت المصادر: «تم الاتفاق على إعادة العبارة التي تم التوافق عليها خلال جلسات الحوار وحذفت في الورقة المصرية»، موضحة أن الأمر يتعلق بالمرجعية (الاطار القيادي الموقت) التي سيتم تشكيلها إلى حين إجراء انتخابات يكون من أبرز مهماتها معالجة القضايا المصيرية والتي تتعلق بالشأن الفلسطيني واتخاذ القرارات فيها بالتوافق، لافتة إلى أن بنداً في مهمات هذا الاطار تم حذفه في الورقة المصرية، وهو ينص على «أن مهمات هذا الاطار القيادي الموقت غير قابلة للتعطيل باعتبارها إجماعاً وطنياً تم التوافق عليه». في غضون ذلك، قال مصدر مصري موثوق ل «الحياة» إن مصر تدعم الحوار الحالي بين «فتح» و «حماس»، معربة عن أملها في التوصل إلى تفاهمات في ما بينهما على القضايا كافة. وأضاف: «ننتظر ما ستسفر عنه هذه اللقاءات من أفكار وأشكال يمكن أن تسهم في إنجاز المصالحة (...) نحن فتحنا الباب لاستئناف جهود المصالحة ولم نضع شروطاً مسبقة»، مشدداً على أن مصر «لم ولن تسقط المصالحة ... ولا تحجر على أي فكرة محددة، وترحب بحدوث توافق فلسطيني – فلسطيني». وزاد: «جوهر الموقف المصري هو تسهيل حل الامور وليس تعقيدها»، معتبراً أن الخطوة الأولى في طريق انهاء الانقسام هو التوقيع على الورقة المصرية. ولفت إلى أن هناك خطوات لاحقة هي جزء لا يتجزأ من إنجاز المصالحة، وهي آليات التنفيذ ثم التنفيذ والتطبيق على الارض، وقال: إن «التطبيق على الارض قد يخلق حقائق جديدة، وقد يكشف اموراً غير واضحة»، داعياً لأن يأخذ الحراك الحالي وقته وعدم استعجال الامور. وعن مدى إمكان دعوة مصر لوفد من حركة «حماس» في المنظور القريب، أجاب: «هذا الامر غير مطروح حالياً، وموقفنا واضح ونكرره (...) نحن نرحب بالاخوة في «حماس» عندما تكون لديهم الجاهزية للتوقيع على ورقة المصالحة». وفي دمشق، أكدت مصادر فلسطينية متطابقة ل «الحياة» ان لقاء بين رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل ومسؤول الخارج في «الجبهة الشعبية» ماهر الطاهر سيعقد اليوم قبل حصول لقاء موسع للفصائل الفلسطينية، بحيث يجري تداول الوضع الفلسطيني واتخاذ قرار من المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل وموضوع الاستيطان، اضافة الى قيام قيادة «حماس» بإطلاع حلفائها على نتائج الحوار مع وفد «فتح» برئاسة عزام الاحمد الجمعة الماضي. وأضاف الطاهر ان مشعل أبلغه خلال الاتصال ان «الاجواء كانت ايجابية» خلال الحوار مع «فتح»، وانها وافقت على التوصل الى تفاهمات فلسطينية تناقش اولاً بين الحركتين، ثم تناقش مع باقي الفصائل، على ان يجري توقيع الورقة المصرية في القاهرة. وأشارت المصادر الى ان اللقاء الثنائي بين «حماس» و «فتح» سيعقد بداية الشهر المقبل، وان الامور تسير باتجاه قيام وفد من «حماس» بزيارة القاهرة وفق «التفاهم» الذي جرى بين مشعل والجانب المصري.