سجل تقرير أميركي نشر في دوريات متخصصة ان استهلاك المخدرات في الولاياتالمتحدة وصل الى «حدود قياسية» لم يبلغها منذ العام 2002. وأشار التقرير الى ان حوالى 22 مليون شخص يتعاطون المخدرات بمختلف انواعها ابتداء بتدخين ال «ماريوانا» وصولاً الى حبوب الهلوسة وحبوب النشوة. ويقول جيل كيرليكوفسكي مدير المكتب الوطني الاميركي لمكافحة المخدرات «ان الماريوانا تفتك بحوالى 16.7 مليون مراهق ومراهقة بين 12 و17 سنة وان نسبة استهلاكها ارتفعت في العام 2009 الى 9 في المئة». وفي السياق ذاته يذكر بيان للمركز القومي للادمان ان حبوب النشوة انتشرت في 2009 بين نحو 500 الف مراهق مقابل 314 الفاً عام 2008 وان حبوب الهلوسة ارتفعت من 555 الفاً الى 760 الفاً وهذه المعدلات كما يقول البيان هي الاكثر ارتفاعاً منذ العام 2002. اما في المدارس فيرى المركز القومي ان المخدرات تنتشر في شكل فاضح سواء بتعاطيها ام ببيعها او حملها. ويشير المسح السنوي الذي اجراه المركز في 2009 الى ان 31 في المئة من طلبة المدارس الثانوية ينخرطون في نشاطات تتعلق باستهلاك المخدرات او الاتجار بها وان 9 في المئة من طلاب المرحلة المتوسطة والابتدائية اي ما يزيد على مليون طالب وطالبة يقومون بعمليات مماثلة داخل حرم المدارس او في محيطها. ويلفت المركز الى ان عدداً كبيراً من المدارس الرسمية او الخاصة اصبح اكثر استقطاباً للمدمنين على المخدرات، اذ تزايدت نسبة الاقبال عليها عام 2009 بين 20 و35 في المئة عن العام 2002 وفقاً لاستطلاع شمل 1063 طالباً ممن تراوحت اعمارهم بين 12 و17 سنة، الامر الذي جعلها «امكنة موبوءة واسواقاً مفتوحة لثقافة المخدرات» على حد تعبير المركز الاميركي. من جهة اخرى، يربط بامالا هيد مدير الوكالة الاميركية لاستخدام المواد الكيماوية وادارة الخدمات الصحية العقلية، بين تنامي ظاهرة المخدرات في المجتمع الاميركي وبين تدهور الاوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات الفقر الى نسب قياسية. يقول: «في اميركا حوالى 45 مليون من الفقراء اي بمعدل واحد من سبعة. ونسبة الفقر ارتفعت من 13.3 في المئة الى اكثر من 15 في المئة وهذه الزيادة في المعايير الاقتصادية الاجتماعية الاميركية تعتبر غير مسبوقة حتى عام 2009. كما ان نسبة الفقر في اوساط الاطفال من 12 الى 17 سنة ارتفعت من 19 في المئة الى 21 في المئة. ويعلق هيد على العلاقة بين المخدرات والفقر بقوله انها «ظاهرة من التزاوج غير الطبيعي لا تنمو وتزدهر الا في بؤر موبوءة». وفي استفتاء سنوي اجراه عام 2009 يشير هيد الى ان معدل الفقر بين من هم في سن العمل (18 وما فوق) وصل الى حوالى 13 في المئة وهي من النسب الاعلى في الدول الصناعية المتقدمة. كما يؤكد ان نحو 17 في المئة من الشباب الاميركيين العاطلين من العمل يتعاطون المخدرات مقابل 8 في المئة ممن يعملون بدوام كامل و12 في المئة للعاملين بدوام جزئي. يشار الى ان بعض الولايات تشرع استعمال انواع من المخدرات الخفيفة مثل الماريوانا لأغراض طبية ولاعتقاد بأن تشريعها يمنع الاتجار بها وتحكم العصابات بأسعارها. وتفادياً لانتقال عدوى تشريع بعض المخدرات الى ولايات اخرى، ترى بعض الاوساط المناهضة لهذه الظاهرة ان مكافحتها هذه تستدعي تنظيم حملات تثقيفية تبدأ في المدارس حيث يبدأ التجار ترويج بضاعتهم لصغار المستهلكين.