تواجه القوات العراقية تحديات كبيرة، مع دخول معركة استعادة الموصل أسبوعها الرابع، وما زال وسط المدينة عصياً على الجيش الذي يخوض معركة معقدة في الضواحي الشرقية، حيث يواجه مكامن وعربات مفخخة وأنفاقاً يستخدمها مسلحو «داعش»، فيما باتت استعادة مطار المدينة خطيرة بعدما حوله التنظيم إلى ركام، في وقت أخلت وحدات من الجيش التركي عائلات قادة «داعش»، عبر سنجار. وتزايدت المخاوف من حصول انتهاكات لحقوق الإنسان عبرت عنها منظمات دولية، وانتشرت مقاطع فيديو تظهر عمليات قتل ينفذها أشخاص يرتدون ملابس عسكرية، منها إعدام شخص دهساً بالدبابة، تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي أمس، ولكن قيادة الجيش نفت تورط قواتها في الحادثة. وقال ضابط في الفرقة 15 ل «الحياة» أن «الجيش يخوض حرب شوارع معقدة داخل أحياء القادسية والبكر وخسرة، شرق الموصل، بسبب الكثافة السكانية، ولفت إلى أن «القوات تتعرض للمكامن في شكل واسع ولمنازل مفخخة وانتحاريين يخرجون فجأه منها لتفجير أنفسهم». وأضاف: «أن التحدي الأكبر هو وجود السكان، يبدون بغالبيتهم بلحى كثة بسبب قوانين داعش، ولا نعلم ما إذا كانوا إرهابيين أو مواطنين عاديين»، مشيراً إلى أن «القوات دخلت في ثماني مناطق حتى أمس، وتخوض معارك من شارع إلى شارع». وفي الموصل يوجد أكثر من 60 منطقة. وزاد الضابط نفسه أن ثقل «داعش الحقيقي يقع في الجانب الغربي، حيث نشر وحدات انغماسية محدودة لكنها تعرقل تقدمنا»، وأوضح أن التنظيم «عزل الجانب الغربي عن الشرقي، إذ قطع الجسور وفخخها، وحفر خنادق في الجنوب، خصوصاً في محيط المطار». وتسعى قوات مشتركة من الجيش والشرطة الاتحادية منذ أيام للسيطرة على المطار، نظراً إلى موقعه الاستراتيجي، لكن معلومات أفادت بأن التنظيم دمر منشآته ووضع كتلاً كونكريتية على المدرج لمنع الإنزال الجوي، كما حفر خنادق عميقة حوله. إلى ذلك، نفى قائد العمليات في الموصل الفريق الركن عبد الأمير يار الله في بيان أمس، تورط الجيش في إعدام شخص ودهسه بدبابة، وقال: «إن مقطع الفيديو هذا يعود إلى عصابات داعش ويتضح ذلك جلياً من خلال تحليل الشريط الذي يظهر فيه أفراد يرتدون ملابس غير نظامية تختلف عن التي يرتديها الجيش وكذلك الأسلحة وهي البنادق التي يستخدمها الدواعش، فضلاً عن حصر التصوير في مساحة محددة كي لا تظهر معالم المنطقة». من جهة أخرى، أعلن الأمين العام ل «كتائب سيد الشهداء» أبو آلاء الولائي، أن عناصره طهروا أكثر من 1300 كلم من حدود الموصل الإدارية، وأشار إلى أن «ما حققته الكتائب مع بقية فصائل الحشد الشعبي في الأيام القليلة الماضية فاق التوقعات وخيب آمال كل الجهات المعارضة مشاركتنا في التحرير». ويشارك حوالى 10 آلاف عنصر من «الحشد» في محور الجبهة الغربية للموصل، ويسعى للوصول إلى قضاء تلعفر الذي يقطنه سكان تركمان شيعة وسنّة، ويمثل أهم نقاط الخلاف بين العراق وتركيا، إذ ترفض أنقرة دخول «الحشد» إلى المدينة. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» عن وزير الدفاع فكري إيشيق قوله أن أنقرة «مستعدة لأي احتمال في ما يتعلق بالملف العراقي، وبالتزامن مع المحادثات الديبلوماسية مع بغداد وأربيل، فإننا مستعدون لأي احتمال، والزيارة التي أجراها رئيس الأركان خلوصي أكار وقادة الجيش للحدود (أول من أمس)، ينبغي قراءتها في هذا الإطار». وحذر محافظ نينوى نوفل العاكوب خلال مؤتمر صحافي أمس من كارثة بيئية محتملة في حال إقدام «داعش» على إحراق 20 مليون طن من مادة الكبريت داخل الموصل، وأكد حاجة المحافظة إلى 33 ألف شرطي لمسك الأرض بعد التحرير.