أكدت روسيا رسمياً أمس، أنها بصدد استئناف الضربات على حلب، معززة بذلك التوقعات بأن القوات النظامية ستستغل ذلك كي توسّع هجومها الجاري حالياً ضد مواقع سيطرة فصائل المعارضة في جنوبالمدينة وغربها وربما أيضاً ضد أحيائها الشرقية المحاصرة منذ الصيف الماضي. وتزامن ذلك مع «حادث» كاد يحصل بين الأسطول الروسي الضخم الذي يتجمع أمام سواحل سورية للمشاركة في الضربات على حلب، وبين غواصة هولندية كانت تراقب تحركات الروس الذين ردوا بإرسال قطعتين حربيتين ل «مطاردة» الغواصة التابعة لدولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو). وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير من حلب أمس، أن اشتباكات تدور بين القوات النظامية وبين فصائل المعارضة «في جنوب وجنوب غربي مدينة حلب بعد سيطرة قوات النظام على مدرسة الحكمة اليوم (أمس)»، مضيفاً أن القوات النظامية «تحاول استعادة المزيد من المناطق التي خسرتها خلال الأسابيع والأشهر الفائتة» عندما شنت فصائل المعارضة هجومين ضخمين لفك الحصار عن أحياء حلب الشرقية. وكان الجيش السوري قال أول من أمس إنه استعاد منطقة مشروع 1070 شقة على المشارف الجنوبية الغربية لحلب. في غضون ذلك، نقلت وكالة «إنترفاكس» عن مصدر في وزارة الدفاع الروسية قوله إن بلاده تستعد لاستئناف الضربات الجوية حول حلب «خلال الساعات المقبلة»، بعدما كان الكرملين أعلن الإثنين، أن سلاح الجو الروسي سيبقي على وقف الضربات في حلب ما لم يشن مسلحو المعارضة هجوماً. وأوردت «إنترفاكس» أيضاً أن وزارة الدفاع الروسية قالت الأربعاء إن غواصات تابعة لحلف شمال الأطلسي تتعقب مجموعتها القتالية في البحر المتوسط، وإن سفناً حربية روسية طاردت غواصة هولندية قامت بمناورات خطيرة بالقرب منها. وحشدت موسكو مجموعة قتالية كبيرة في البحر المتوسط تضم حاملة الطائرة الوحيدة لديها بهدف دعم حملتها الجوية في سورية. وأبدى مسؤول أميركي رفيع رد فعل قوياً على الكلام الروسي عن قرب استئناف الضربات في حلب، إذ قال إن بلاده تسعى على الدوام إلى عدم تصعيد العنف لكن موسكو تستعرض عضلاتها دعماً للرئيس بشار الأسد. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته: «التصعيد سيزيد من صعوبة تسوية الحرب الأهلية الوحشية في سورية وسيلقي المزيد من الشك على التزام روسيا التوصل إلى حل سياسي». في غضون ذلك، قُتل ما لا يقل عن 20 مدنياً بينهم طفلان في ضربة جوية لقوات التحالف الدولي بقيادة أميركية على قرية قرب مدينة الرقة في شمال سورية، بحسب ما أفاد «المرصد السوري» الأربعاء. وأقر التحالف الدولي بشن ضربات في المنطقة، مشيراً إلى أنه يحقق في التقارير حول مقتل مدنيين نتيجتها. وسقط الضحايا في قرية الهيشة الواقعة بريف الرقة الشمالي. وتبعد القرية الواقعة تحت سيطرة تنظيم «داعش» نحو 40 كيلومتراً عن مدينة الرقة. وتأتي هذه الضربة بعد أيام من بدء عملية عسكرية واسعة تنفذها «قوات سورية الديموقراطية»، وهي تحالف لفصائل عربية وكردية، في اتجاه الرقة، أبرز معاقل «داعش» في سورية. وقال سكان فروا من الهيشة لمراسل «فرانس برس» خلال توجههم إلى مدينة عين عيسى، إن التنظيم أحضر أسلحة وقذائف إلى القرية. وقالت سعدى عبود (45 سنة): «أحضر الدواعش القذائف وتمركزوا في قريتنا حتى يضربنا الطيران ويقتلنا»، مضيفة: «لم يسمحوا لنا بالمغادرة، لكننا هربنا وصرنا نركض في العراء، لا سيما الأطفال والنساء».