اتهم «الحزب الشيوعي» في محافظة النجف الحكومة المحلية بمنعه من تنظيم لقاءات شعبية للحض على الخروج بتظاهرات تطالب بالإسراع بتشكيل الحكومة وإيجاد حلول لمشاكل سكان المحافظة. وقال القيادي في الحزب في النجف صالح العبيدي ل «الحياة» إن فرع حزبه «يواجه رفض الحكومة المحلية تنظيم تظاهرات كان يعتزم تنظيمها لمطالبة الكتل السياسية بالإسراع في تشكيل الحكومة». وعلى رغم خسارة «الشيوعي» في الانتخابات الأخيرة وعدم تمكنه من الحصول على مقعد في البرلمان، فإن أعضاء الحزب، وأكثرهم من كبار السن، يعانون من طغيان المد الديني على كل مناحي الحياة في المدينة. ويؤكد مدير المكتب الإعلامي للحزب في النجف حجاز بهية ل «الحياة» أنه «على رغم المضايقات التي يلاقيها الشيوعيون العراقيون من قبل السلطات وتصل إلى حد منع تظاهراتهم لمطالبة الحكومة بحل مشاكل الناس، فإن الحزب يصر على التواصل مع جماهيره، خصوصاً العمال والفئات الشعبية والخدمية في المجتمع». وأضاف أن «مطالباتنا بالإسراع بتشكيل الحكومة وتنظيم احتجاجات شعبية ضد تأخير هذا الاستحقاق الوطني، مرده يقيننا بأن الحكومة يجب أن تمثل إرادة الجماهير وليس إرادة أمراء الطوائف». ويجتمع أعضاء الحزب في مقرهم الذي أنشئ قبل أكثر من ثلاثين عاماً في حي السعد جنوب النجف، وهو الحزب الوحيد الذي لم يتخذ، كما يقول مناصروه، من الممتلكات العامة للدولة مقرات له كما فعلت الأحزاب الأخرى. ويعتقد الشيوعيون أن تأسيس حكومة مدنية علمانية هو الحل لمشاكل العراق الذي يزخر بديانات وطوائف مختلفة. لكن التيارات الدينية المتصاعدة بقوة منذ الغزو الأميركي العام 2003، ترفض هذه الفكرة. ويقول عضو «التيار الصدري» رجل الدين الشيخ علاي البغدادي ل «الحياة» إن «الشعب العراقي هويته إسلامية ولا يمكن قبول غير ذلك... الأفكار العلمانية والإلحادية نواجهها بقوة، ولا يمكن إعطاء فرصة لهم (للشيوعيين) لتغيير فكر الشعب العراقي وثقافته». غير أن عضو «الحزب الشيوعي» الدكتور حسين جابر يرد على هذه الاتهامات قائلاً إنه «لا يمكن فرض فكرة معينة بحد ذاتها على الشعب. ويجب إعطاء الحرية للجميع». وينفي أن يكون حزبه معادياً للأديان. وقال ل «الحياة» إن «أكثر أعضاء اللجنة المركزية للحزب مؤمنون، وأدوا مناسك حج بيت الله الحرام».