واشنطن - أ ف ب، يو بي آي - كشف الجمهوريون برنامجهم الانتخابي لحملة التجديد النصفي للكونغرس، رافعين شعار «وعد لاميركا» ساعين لاثبات قدرتهم على تولي الحكم مجدداً، اثر الانتخابات الاشتراعية المقررة في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وفي محاولة للتقرب من الناخبين وتمييز انفسهم عن واشنطن، لن يعلن الجمهوريون برنامجهم من الكونغرس، رمز سياسة الحكم ومحط غضب الناخبين، بل من متجر للحرفيين في ستيرلينغ في ولاية فرجينيا (شرق). ووصف خصوم الرئيس باراك اوباما السياسيين خلال العامين الماضيين بأنهم «حزب الرفض» بسبب اعتمادهم سياسة منهجية تقضي بعرقلة كل الاجراءات التي يطرحها الحلفاء الديموقراطيون للرئيس في مجلسي الشيوخ والنواب. وفي خضم المعركة للسيطرة على الكونغرس، يتوقع ان يشهد فريق اوباما تغييرات كبيرة، ربطها مراقبون بالحملة الانتخابية ومحاولة تحسين صورة الحزب الديموقراطي على ابواب الاقتراع. وأشارت صحيفة «واشنطن بوست» امس، الى توقعات كبيرة أن يصبح كبير موظفي البيت الأبيض رام ايمانويل محافظاً لمدينة شيكاغو (ولاية إيلينوي)، كما توقعت مغادرة مستشار أوباما البارز دافيد اكسيلرود البيت الأبيض الربيع المقبل للتحضير لجهود إعادة انتخاب أوباما في العام 2012. ويضم فريق أوباما الحالي إضافة إلى ايمانويل واكسيلرود، الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس، والمستشارة فالري غاريت، ونائب الرئيس جوزيف بايدن. وأشارت الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن يخسر اوباما قريباً مستشارين رفيعين له، بعدما أعلن كبير المستشارين الاقتصاديين لورنس سامرز بأنه سيعود ليدرّس في جامعة «هارفرد»، كما يتوقع ان ينضم نائب كبير الموظفين في البيت الأبيض جيم ميسينا إلى اكسلورد في شيكاغو، في حين ان مستشار الأمن القومي جيمس جونز سيستقيل نهاية هذا العام. استغلال الازمة وفي مواجهة ازمة اقتصادية تلقي بظلها على البلاد ونسبة بطالة تبلغ 9,6 في المئة، يعرض الجمهوريون في حملتهم افكاراً تتعارض بمعظمها مع السياسات المعتمدة منذ وصول اوباما الى البيت الابيض. ويتوزع برنامجهم على خمسة مواضيع اساسية هي: الوظائف واصلاح الحكم والموازنة والامن القومي والصحة. ومثلما افاد زعيم الاقلية في مجلس النواب جون بونر سابقاً، يتضمن برنامجهم اقتراحاً يقضي بتجميد كل النفقات الفيديرالية غير الملحة. كما يؤكد الحزب المحافظ مجدداً موقفه حيال التخفيضات الضريبية التي اقرت في 2001 و2003 في عهد الرئيس السابق جورج بوش لا سيما تلك المتعلقة بالأسر التي تزيد عائداتها عن 250 الف دولار في السنة، داعياً الى تمديدها عند انتهاء مدتها في نهاية العام 2010. اما اوباما ومعظم الديموقراطيين، فيدعون من جهتهم الى تمديد التخفيضات الضريبية للطبقات الوسطى انما ليس للاسر التي تجني اكثر من 250 الف دولار في السنة. ويتهم الديموقراطيون منذ اسابيع عدة الجمهوريين بالسعي للعودة الى «سياسات فشلت» في عهد ادارة الرئيس السابق جورج بوش (2000-2008). واعتبر زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس النواب ستين هوير ان البرنامج الانتخابي الجمهوري ليس سوى «وجه جديد للسياسة ذاتها»، مذكراً بأن التخفيضات الضريبية وتجميد النفقات لم يؤديا الى خلق وظائف. كما ينص برنامج الجمهوريين على الغاء قانون اصلاح نظام الضمان الصحي الذي اقر قبل ستة اشهر وإبداله بقانون آخر. ويعتزم الجمهوريون ايضاً وضع حد لخطة انعاش الاقتصاد الاميركي التي اقرت في شباط (فبراير) 2009 والابقاء على معتقل غوانتانامو واقرار عقوبات جديدة بحق ايران.