أدت الارتفاعات الأخيرة في سعر الذهب، وبلوغه مستوى قياسياً بحيث تجاوز سعر الأونصة منه 1290 دولاراً، إلى توقف حركة البيع في السوق السعودية. وأكد تجار ذهب أن المعدن سيسجل خلال الفترة القصيرة المقبلة ارتفاعات قياسية أخرى. وأكد رئيس لجنة الذهب في غرفة الشرقية عبداللطيف النمر أن الذهب سيواصل ارتفاعاته، متوقعاً أن يصل سعر الأونصة إلى 1500 دولار نهاية العام الحالي، مشيراً إلى أنها كسرت خلال اليومين الأخيرين حاجز 1290 دولاراً، داعياً إلى «اقتناء الذهب». وقال: «خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، زادت وتيرة ارتفاع سعر الذهب بنحو 30 في المئة، بعد أن واصل السلوك التصاعدي من 948 إلى 1290 دولاراً. ولفت إلى تراجع إقبال الأفراد على شراء الذهب في فترة العيد (الفطر) بصورة كبيرة، إضافة إلى «ارتفاع إقبال شركات على شراء السبائك بنسبة 10 في المئة»، واصفاً هذه الحركة ب «الصحوة». وأرجع النمر سبب الارتفاع الأخير إلى «ضعف النمو في الاقتصاد العالمي»، إضافة إلى «تراجع قيمة الدولار». وأشار إلى قيام مواطنين بشراء الذهب المستعمل للزينة بعد أن كان جامداً في الماضي، نظراً إلى الفارق في الأسعار، لأن سعر الذهب المستعمل يفرق عن الجديد في كلفة التصنيع فقط، التي تنخفض بعد الاستعمال 50 في المئة. وأشار إلى أن «المصوغات يكون إتقانُ صنعها غير جيّد من الأساس»، وأن «بعض المحال ترفض بيع الذهب القديم». وحذر في الوقت ذاته من عمليات شراء الأفراد من الأفراد، نتيجة إغراء السعر المنخفض، بسبب «وجود عمليات غش في الذهب، من طريق بيع المطليات من الأفراد، والتجار الضعيفي الذمة». ولفت تاجر الذهب عبدالمنعم الناصر إلى أن خبراء الذهب يتوقعون بعد بلوغ سعر أونصة الذهب 1290 كنقطة تصاعده إلى 1356 دولاراً في أسبوعين، مرجحاً أن يبلغ سعر الأونصة نهاية السنة 1500 دولار. وعبر الناصر عن دهشته من سرعة الارتفاع الأخير في أسعار الذهب، نافياً «وجود أسباب واضحة له». وعبّر عن أسفه بسبب «الضعف الشديد، والتراجع الواضح في حركة الشراء في السوق المحلية»، وقال: «السوق شهدت تراجعاً كبيراً عن موسم العام الماضي بنسبة تتجاوز 70 في المئة»، لافتاً إلى أن «الزبائن يمكن أن يعودوا للإقبال على الشراء بعد تأكدهم من أن الذهب سيواصل ارتفاعه». وأشار إلى زيادة الإقبال في الوقت الحالي على شراء قطع الماس القديم، لافتاً إلى أن «الذهب كادخار أفضل من الماس»، و «أثبت أنه ادخار آمن أكثر من العملات»، وأن «الكويتيين استوعبوا درس حرب الخليج، والاجتياح العراقي بلدَهم، ما دفعهم إلى مزيد من الاهتمام باقتناء الذهب». وأرجع عضو لجنة الذهب الوطنية، عبدالهادي المحمد أسباب الارتفاع الأخير إلى «ضعف العملات، وتراجع قيمة الدولار كثيراً»، إضافة إلى «تراجع المستثمرين، بسبب تردي سوق الأسهم»، متوقعاً أن «يواصل الذهب ارتفاعاته ليصل إلى 1320 دولاراً في الفترة المقبلة». وأكد «توقف حركة الشراء في السوق المحلية»، موضحاً أنها اقتصرت أخيراً على «المضطرين»، في الوقت الذي تشهد السوق «موجة بيع للذهب المستخدم من المواطنين»، مرجحاً أن يعود سبب ذلك إلى «بدء العام الدراسي الجديد، وما يترتب عليه من حاجات والتزامات أسرية».