دخل التنافس الانتخابي بين الحزبين الكرديين، «الديموقراطي» بزعامة مسعود بارزاني، و»الاتحاد الوطني» بزعامة الرئيس جلال طالباني مرحلة غير مسبوقة للفوز في الانتخابات، في ظل سيطرة لافتة لحزب طالباني على كركوك، مقابل انتكاسته في نينوى إثر انضمام العشرات من قادته وأنصاره إلى حزب بارزاني. وأخفق الحزبان في التوصل إلى اتفاق لتشكيل قائمة كردية موحدة لخوض الانتخابات في محافظة كركوك، جراء اعتراضات حزب بارزاني على ترشيح المحافظ الحالي، القيادي في حزب طالباني نجم الدين كريم ليرأس القائمة، واتهمه بتهميش القوى الأخرى من أجل «مصالح حزبية ضيقة». وفي ظل أجواء تنافسية متوترة، خاض أنصار الطرفين قبل أيام مواجهات واشتباكات في عدد من الأحياء الكردية في كركوك، وسط ظاهرة لتمزيق الملصقات ولافتات المرشحين، ما دفع المحافظة إلى فرض حظر على الحملات بعد الساعة التاسعة مساء. ووفق المؤشرات فإن حزب طالباني سجل تقدماً ملحوظاً في كركوك، نتيجة تصاعد شعبية المحافظ نجم الدين كريم على حساب حزب بارزاني الذي يسعى إلى تعويض هذا التراجع عبر توسيع نفوذه في محافظة نينوى ودهوك. وتوالت الاستقالات في صفوف تنظيم حزب طالباني في نينوى خلال اليومين الماضيين وأعلن معظم المنسحبين من الحزب الانضمام إلى حزب بارزاني، وكان أولهم مسؤول التنظيم، وكذلك ممثل طالباني في المحافظة، فضلاً عن كوادر متقدمة في مركز تنظيمات الحزب في محافظة دهوك، فيما اكتفى قيادي في الحزب بإعلان الاستقالة من دون ذكر الأسباب، وعزا المنشقون اتخاذ الخطوة إلى «تصاعد الخلافات داخل القيادة»، جراء استمرار غياب زعيمه التاريخي. وأعلن «الوطني» على موقعه الرئيسي في رد على الانشقاقات إن «ذلك تم وفق برنامج مسبق، ويخطط له منذ سنوات في عناوين عدة، وتنفيذه الآن بالتزامن مع اشتداد التنافس في الانتخابات، يأتي لضرب الاتحاد»، وأضاف «معلوم أن حركة التغيير استخدمت هذه الورقة في انتخابات عام 2009، وتمكنت من جمع أصوات الحزب عبر هذا التضليل، والآن يتم استغلال خلافات الحزب الداخلية، لخلق إرباك، واهتزاز إرادة ناخبيه» إلى ذلك، قال قباد نجل طالباني في تصريحات خلال حضوره احتفالات عيد الديانة الإيزيدية في قضاء الشيخان التابع لنينوى إن «الحزب لم يتضرر من هذا الانشقاق». ويرى المراقبون أن الحزبين تجاوزا «الاتفاقية الاستراتيجية» الموقعة بينهما لتقاسم النفوذ والإدارة في الإقليم، جراء تغيير موازين القوى التي أنتجتها الانتخابات البرلمانية الكردية، بفوز «الديموقراطي» في المرتبة الأولى، مقابل خسارة «الاتحاد الوطني» لمصلحة حركة «التغيير» بزعامة نوشيروان مصطفى.