في حادث هوالأول من نوعه منذ بدء الأزمة السورية قبل ثلاث سنوات، أغارت طائرات سلاح الجو الملكي الأردني على عربات رباعية الدفع تردد أنها كانت تُقل مسلحين يحاولون اختراق الحدود الأردنية من الجانب السوري. وفيما وزّعت الحكومة الأردنية صوراً للعربات المدمرة والنار تشتعل فيها، أعلن الجيش السوري أنها لا تعود له. وتزامن هذا الحادث الحدودي الذي استخدم فيه الأردن للمرة الأولى سلاح الجو لقصف أهداف داخل الأراضي السورية، مع استمرار الضغط الذي يمارسه النظام السوري على مواقع المعارضة على أطراف منطقة القلمون المحاذية للحدود مع لبنان وعلى أحياء حمص القديمة حيث تردد أن الجيش السوري يحقق تقدماً في جورة الشياح ووادي السايح وباب هود وجب الجندلي وباب السباع والقرابيص والوعر. (راجع ص 4) سياسياً، كشف مصدر ديبلوماسي غربي ل «الحياة» في باريس أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيلتقي المبعوث الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي في جنيف اليوم، مشيراً إلى احتمال حصول لقاء بين الإبراهيمي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. لكن المصدر أكد أنه لن يكون هناك اجتماع ثلاثي بين ما لم تتوافر شروط عقد «جنيف3» وحصل تغيير في الموقف الروسي لجهة إقناع النظام السوري بضرورة القبول بهيئة انتقالية للحكم وفق بيان «جنيف1». وأشار المصدر إلى أن كيري ولافروف سيعقدان اجتماعاً يتناول أزمة أوكرانيا لكنهما سيتطرقان أيضاً إلى الملف السوري. والتقى سفير «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في فرنسا منذر ماخوس نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في موسكو. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تحض المعارضة السورية على النأي بنفسها عن «المتطرفين». وكان لافتاً أن الخارجية الروسية أصدرت بياناً اعتبرت فيه «أن تسليم أسلحة حديثة لمجموعات المعارضة في سورية يمثّل زعزعة للاستقرار ويعيق إيجاد حل سياسي للأزمة السورية». وصدر الموقف الروسي في ظل تقارير عن حصول المعارضة السورية على صواريخ أميركية مضادة للدبابات من طراز «تاو». وفي بكين، بدأ رئيس «الائتلاف الوطني السوري» أحمد الجربا أمس زيارته الرسمية للصين بلقاء وزير الخارجية وانغ يي، في أول زيارة رسمية يقوم بها التكتل المعارض الى الدولة الحليفة لنظام الرئيس بشار الأسد. وأفادت الخارجية الصينية أن وزير الخارجية وانغ يي أكد للجربا دعم بكين التوصل إلى تسوية سياسية للصراع في سورية. ونقلت الوزارة عن وانغ قوله إن بلاده ما زالت على تواصل وحوار مع جميع الأطراف، كما نقلت عن الجربا قوله إن «الائتلاف» سعى للتوصل إلى حل سياسي و «إذا كانت الحكومة السورية جادة، فالائتلاف الوطني مستعد للانضمام إلى جولة ثالثة من المحادثات في جنيف». وفي عمّان، أعلن الجيش الأردني، أمس، أن طائرات سلاح الجو الملكي «دمرت عدداً من الآليات، حاولت اجتياز الحدود السورية- الأردنية»، من دون إعطاء تفاصيل. وقال بيان مقتضب أصدرته القوات المسلحة الأردنية ظهر أمس: «في حوالي الساعة العاشرة والنصف من صباح (أمس) الأربعاء، شوهد عدد من الآليات المموهة تحاول اجتياز الحدود السورية - الأردنية بطريقة غير مشروعة في منطقة جغرافية صعبة المسالك». وأضاف: «رغم التحذيرات المتكررة التي دأبت القيادة العامة للقوات المسلحة على التأكيد عليها، بأنها لن تسمح بأي خرق للحدود الأردنية - السورية، فقد قام عدد من طائرات سلاح الجو الملكي الأردني بتوجيه رميات تحذيرية لهذه الآليات، إلا أنها لم تمتثل لذلك وواصلت سيرها، حيث تم تطبيق قواعد الاشتباك المعروفة وتدميرها». ولم يقدم البيان العسكري أي تفاصيل إضافية. لكن مصدراً عسكرياً رفيع المستوى قال ل «الحياة» إن «طائرات سلاح الجو الملكي دمرت 4 مركبات من نوع رباعية الدفع أثناء محاولتها العبور الى الأردن قادمة من سورية، بعدما رفض من فيها الامتثال لنداءات حرس الحدود الأردني». وأضاف أن «عملية القصف تمت داخل الحدود السورية، وأن بعض من كان داخل المركبات قفز منها قبل عملية التفجير، ولا يعرف العدد الحقيقي لمن قضوا إثر التدمير». وتابع أن «المركبات المدمرة غالباً ما تستخدمها عصابات التهريب القادمة من سورية إلى الأردن»، لكن مصدراً حكومياً آخر لم يستبعد وقوف النظام السوري وراء هذه المركبات، أو أن يكون الهدف منها تنفيذ عمليات ما داخل الأرض الأردنية، كما قال. ونقلت وكالة الأنباء السورية الحكومية (سانا) عن مصدر عسكري سوري أمس إنه «لم تتحرك أي آليات أو مدرعات تابعة للجيش العربي السوري باتجاه الحدود الأردنية، وبالتالي ما تم استهدافه من قبل سلاح الجو الأردني لا يتبع الجيش العربي السوري». ووصف عضو الهيئة السياسية في «الائتلاف الوطني السوري» خالد الناصر، في بيان وزعه «الإئتلاف» مساء أمس، «اعتداء نظام الأسد على حدود المملكة الأردنية ومحاولته بآلياته ومدرعاته اجتياز الحدود بين البلدين»، بأنه «محاولة مفضوحة من محاولات النظام لتصدير أزمته ومشاكله التي يعاني منها إلى دول الجوار، وهي محاولة منه للهروب إلى الأمام وخلق مشكلة إقليمية تشمل عموم المنطقة».